وقول بعضهم : «نقلت حركة الهمزة إلى النون ثم اُسقطت على القياس في التخفيف بالنقل ثم سكنت النون واُدغمت» مردود؛ لأن المحذوف لعلة كالثابت ، ولهذا تقول : «هذا قاض» بالكسر لا بالرفع؛ لأن حذف الياء لالتقاء الساكنين ، فهي مقدرة الثبوت ، وحينئذ فيمتنع الإدغام؛ لأن الهمزة فاصلة في التقدير. ومثل هذا البحث في قوله تعالى : ﴿لكِنّا هُوَ الله رَبّي﴾ (الكهف /٣٨).
الثالث : أن تكون مخففة من الثقيلة ، وعن الكوفيين : إنكار ذلك كما سيأتي وتدخل على الجملتين فإن دخلت على الاسمية جاز إعمالها كقراءة الحرميين وأبي بكر : ﴿وإنْ كُـلاًّ﴾ (١) (هود /١١١) ويكثر إهمالها ، نحو : ﴿وَاِنْ كُلُّ ذلِكَ لَما مَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا﴾ (الزخرف /٣٥).
وإن دخلت على الفعل اُهملت وجوبا ، والأكثر كون الفعل ماضياً ناسخاً نحو : ﴿وَإنْ كانَتْ لَكَبيرةً﴾ (البقرة /١٤٣) ودونه أن يكون مضارعاً ناسخاً ، نحو : ﴿وإنْ يَكادُ الّذينَ كَفَرُوا لَيُزلِقُونَك﴾ (القلم /٥١) ويقاس على النوعين اتفاقاً ، ودون هذا أن يكون ماضيا غير ناسخ ، نحو قول عاتكة :
٥٠ ـ شلّت يمينك إنْ قتلتَ لمسلماً
حلّت عليك عُقُوبةُ المتعمّدِ (٢)
ولايقاس عليه خلافاً للأخفش ، أجاز «إن قام لأنا ، وإن قعد لأنت» ودون هذا أن يكون مضارعاً غير ناسخ كقول بعضهم : «إن يزينك لنفسُك ، وإن يشينُك لَهِيَه» ولا يقاس عليه إجماعاً.
وحيث وجدت «إنْ» وبعدها اللام المفتوحة كما في هذه الأمثلة فاحكم
__________________
١ ـ تتمّتها : «لم ليوفينهم» قرأها الحرميان بتخفيف «لما» وأبوبكر بتشديدها. راجع مجمع البيان.
٢ ـ شرح شواهد المغني : ١ / ٧١.