في الصفات ، لا تقول : «ما مررت بأحد إلّا قائم» نص على ذلك أبو علي وغيره. والثاني عام وهو اقترانها بالواو.
الحادي عشر : واوضمير الذكور ، نحو : «الرّجالُ قامُوا» وقد تستعمل لغير العقلاء إذ نُزِّلوا منزلتهم ، نحو : ﴿يا أيُّها النمل ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ﴾ (الّنمل /١٨) وذلك لتوجيه الخطاب إليهم.
الثاني عشر : واو علامة المذكرين في لغة طيّئ أو أزد شنوءة أو بَلْحارث : ومنه الحديث النبوي : «يَتَعاقبونَ فيكم ملائكةٌ بالليلِ وملائكةٌ بالنّهار» (١) وهي عند سيبويه حرف دالّ على الجماعة كما أن التاء في «قالت» حرفٌ دالّ على التأنيث ، وقيل : هي اسم مرفوع على الفاعلية ، ثم قيل : إن ما بعدها بدل منها ، وقيل : مبتدأ والجملة خبر مقدم.
وقد تستعمل لغير العقلاء إذا نزلوا منزلتهم. قال أبو سعيد : نحو : «أكلُوني البراغيث» ؛ إذ وصفت بالأكل لا بالقرص. وهذا سهومنه ؛ فإن الأكل من صفات الحيوانات عاقلة وغير عاقلة ، وقال ابن شجري : عندي أن الأكل هنا بمعنى العُدوان والظلم ، وشبه الأكل المعنوي بالحقيقي.
وقد حمل بعضهم على هذه اللغة : ﴿وَأسَرُّوا النَّجْوىَ الّذينَ ظَلَمُوا﴾ (الأنبياء/٣) وحملها على غير هذه اللغة أولى؛ لضعفها ، وقد جُوّزَ في «الّذينَ ظَلَمُوا» أن يكون بدلاً من الواو في «وأسرّوا» أو مبتدأ ، خبره إما «أسَرُّوا» أو قول محذوف عامل في جملة الاستفهام ، أي : يقولون : هل هذا؟ وأن يكون خبراً لمحذوف ، أي : هم الذين ، أو فاعلاً بـ «أسَرّوا» والواو علامة كما قدمنا ،
__________________
١ ـ المـوَطأ ١/ ١٧٠.