المسألة الاُولى : في نوعها ، قال الجمهور : هي حرف. وقيل : اسم. والأصل في «إذاً اُكرِمَك» : إذا جئتني اُكرِمُك ، ثمّ حذفت الجملة ، وعوّض التنوين منها ، واُضمرت «أن» (١). وعلى القول الأوّل فالصحيح : أنّها بسيطة ، لا مركّبة من «إذ» و «أن» وعلى البساطة فالصحيح : أنّها الناصبة ، لا «أن» مضمرة بعدها.

المسألة الثانية : في معناها ، قال سيبويه : معناها : الجواب والجزاء. فقال الشلوبين : في كل موضع. وقال أبو علي الفارسي : في الأكثر وقد تتمحّض للجواب بدليل أنّه يقال لك : اُحبّك ، فتقول : إذاً أظنّك صادقاً ، إذ لا مجازاة هنا ضرورة. انتهى كلامه.

والأكثر أن تكون جواباً لـ «إن» أو «لو» ظاهرتين أو مقدّرتين.

فالأوّل : كقول كُثَيّر عَزّة :

١٦ ـ لئن عادلي عبدالعزيز بمثلها

وأمكنني منها إذاً لا اُقيلها

وقوله تعالى : ﴿قُلْ لَوْ أنْتُم تَمْلِكُونَ خَزائنَ رَحْمَةِ رَبّي إذاً لأمسَكْتُم (الإسراء /١٠٠).

والثّاني : كقول الرّسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، حين سمع رجلاً يقول : «اللّهُم آتني ما تؤتي عبادك الصالحين» : «إذاً يُعْقَر جوادك وتُهراق مُهْجتك في سبيل الله» (٣) وقال الله تبارك وتعالى : ﴿ما اتّخذَ الله مِنْ وَلَد وما كان مَعَهُ مِنْ إله ، إذاً لَذَهَبَ كُلُّ إله

__________________

١ ـ قال المحقق الرضي : والذي يلوح لي في إذاً ويغلب في ظني ، أنّ أصله إذ حذفت الجملة المضاف إليها ، وعوّض منها التنوين لما قصد جعله صالحاً لجميع الأزمنة الثلاثة. شرح الكافية : ٢ / ٣٣٥.

٢ ـ شرح شواهد المغني : ١ / ٦٣.

٣ ـ كنز العمال : / ٤ ح ١١٣٣٥.

۲۹۱۱