بقولهم : «قد كان من مطر».
وجوز الزمخشري في ﴿وَما أنْزَلْنا عَلى قَوْمِهِ مِنْ بَعدِهِ مِنْ جُنْد مِنَ السّماء وَما كُنّا مُنْزِلينَ﴾ (يس /٢٨) كون المعنى : ومن الذي كنا منزلين ، فجوز زيادتها مع المعرفة وقال الفارسي في ﴿وَيُنزِّلُ مِنَ السّماء مِنْ جِبال فيها مِنْ بَرَد﴾ (النور/٤٣) : يجوز كون «من» و «من» الأخيرتين زائدتين؛ فجوز الزيادة في الإيجاب.
وقال المخالفون : التقدير : قد كان هو أي : كائن من جنس المطر ، و «لقد جاءك هو» أي : جاء من الخبر كائناً من نبأ المرسلين ، أو ولقد جاءك نبأ من نبأ المرسلين ثم حذف الموصوف ، وهذا ضعيف في العربية ؛ لأن الصفة غير مفردة ، فلايحسن تخريج التنزيل عليه.
واختلف في «من» الداخلة على «قبل وبعد» كقول النبي صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام : «أنت أخي ووصييّ وخليفتي من بعدي» (١) وقول أميرالمؤمنين عليهالسلام : «عباد زِنوا أنفسكم مِن قبل أن توزَنوا» (٢) فقال الجمهور : لابتداء الغاية ، وردّ بأنها لاتدخل عندهم على الزمان كما مر ، واُجيب بأنهما غير متأصّلين في الظرفية وإنما هما في الأصل صفتان للزمان : إذ معنى «جئت قبلك» جئت زمناً قبل زمن مجيئك؛ فلهذا سهل ذلك فيهما ، وزعم ابن مالك أنها زائدة ، وذلك مبني على قول الأخفش في عدم الاشتراط لزيادتها.
__________________
١ ـ الغدير ٣/١١٧.
٢ ـ نهج البلاغة : ط ٨٩/٢٢٥.