مبتدأ ، وخبر الاستفهامية الجملة الاُولى ، والموصولة أو الموصوفة الجملة الثانية ، والشرطية ، الاُولى أو الثانية على خلاف في ذلك ، وتقول : «من زارني زرته» فلا تحسن الاستفهامية ، ويحسن ما عداها.
الثاني : زيد في أقسام «من» قسمان آخران :
أحدهما : أن تأتي نكرة تامة وذلك عند أبي علي قاله في قوله (١) :
٢٨٥ ـ
ونِعمَ من هو في سرٍّ وإعلانِ
فزعم أن الفاعل مستتر و «من» تمييز ، وقوله : «هو» مخصوص بالمدح فـ «هو» مبتدأ خبره ما قبله ، أو خبر لمبتدأ محذوف. وقال غيره : «من» موصول فاعل ، وقوله : «هو» مبتدأ خبره «هو» آخر محذوف ، والظرف متعلق بالمحذوف؛ لأن فيه معنى الفعل ، أي : ونعم من هوالثابت في حالتي السر والعلانية. قلنا : ويحتاج إلى تقدير «هو» ثالث يكون مخصوصاً بالمدح.
ثانيهما : التوكيد ، وذلك في ما زعم الكسائي من أنها ترد زائدة كـ «ما» وذلك سهل على قاعدة الكوفيين في أن الأسماء تزاد وأنشد عليه :
٢٨٦ ـ فكفى بنا فضلا على من غيرنا
حبّ النبي محمد إيانا (٢)
في من خفض «غيرنا». وهو خلاف المشهور. ولنا أنها نكرة موصوفة أي : على قوم غيرنا.
__________________
١ ـ صدره : ونعم مَزكأ مَن ضاقت مذاهبه. وقال البغدادي : لم أقف على قائل الشعر. شرح أبيات مغني البيب : ٥/٣٤٠.
٢ ـ تقدم برقم ٧٨.