هادُوا حَرّمْنا عَلَيْهِمْ طَيّبات أُحلّتْ لَهُم (النساء /١٦٠) ﴿ويْكَأنَّهُ لايُفْلحُ الكافِرُونَ (القصص/٨٢) وأن التقدير : أعجب؛ لعدم فلاح الكافرين. ثم المناسب في البيت معنى التكثير لا التقليل.

الرابع : «من» كقول أبي حيّة :

٢٦٩ ـ وإنّا لممّا نَضربُ الكبشَ ضربةً

على رأسه تُلقي اللسانَ من الفَمِ (١)

قاله ابن الشجري ، والظاهر : أن «ما» مصدرية ، وأن المعنى مثله في ﴿خُلِقَ الإنسانُ مِنْ عَجَل (الأنبياء/٣٧) فجعل «الإنسان» مخلوقاً من العجل مبالغة.

وأما الظروف فأحدها : «بين» كقول جميل :

٢٧٠ ـ بينما نحنُ بالأراكِ معاً

إذ أتى راكبٌ على جَمَلهْ (٢)

وقيل : «ما» زائدة ، و «بين» مضافة إلى الجملة ، وقيل : زائدة ، و «بين» مضافة إلى زمن محذوف مضاف إلى الجملة ، أي : بين أوقات نحن بالأراك.

الثاني والثالث : «حيث وإذ» ويضمنان حينئذ معنى «إن» الشرطية فيجزمان فعلين.

وغير الكافة نوعان : عوض ، وغير عوض.

فالعوض في موضعين :

أحدهما : في نحو قولهم : «أمّا أنتَ منطلقاً انطلقتُ» والأصل : انطلقتُ لأن كنتَ منطلقاً؛ فقدم «لأن كنت منطلقاً» للاختصاص ، وحذف الجار و «كان» للاختصار ، وجي بـ «ما» للتعويض ، واُدغمت النون للتقارب ، والعملُ عند

__________________

١ ـ شرح شواهد المغني : ٢/٧٢١.

٢ ـ شرح شواهد المغني : ٢/٧٢٢.

۲۹۱۱