رافِعة ، إذا رُجَّت الأرض رَجّاً﴾ (الواقعة / ١ ـ ٤) فيمن نصب «خافضة رافعة» أنَّ «إذا» الاُولى مبتدأ والثانية خبر والمنصوبين حالان ، وكذا جملة ليس ومعموليها ، والمعنى : وقتُ وقوع الواقعة خافضة لقوم رافعة لآخرين هو وقت رجّ الأرض.
وأنكر الجمهور خروجها عن الظّرفية وقالوا : إنّ «حتّى» في الآية الاُولى حرف ابتداء دخل على الجملة بأسرها ولا عمل لها وأمّا «إذا وقعت الواقعة» فـ «إذا» الثانية بدل من الاُولى ، والاُولى ظرف وجوابها محذوف ، لفهم المعنى ، وحسّنه طول الكلام ، وتقديره بعد «إذا» الثانية ، أي : انقسمتم أقساماً وكنتم أزواجاً ثلاثة.
وأمّا الثّاني : فعلى وجهين :
أحدهما : أن تجيء للماضي ، كقوله تعالى : ﴿وَلا عَلَى الّذينَ إذا ما أتوكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أجِدُ ما أحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَأعْيُنُهُمْ تَفيضُ مِنَ الدّمْعِ﴾ (التوبة /٩٢).
والثاني : أن تجيء للحال ، وذلك بعد القسم ، كقوله تعالى : ﴿والّيل إذا يَغشَى﴾ (الليل /١) قيل : لإنها لو كانت للاستقبال لم تكن ظرفاً لفعل القسم؛ لأنّه إنشاء لا إخبار عن قسم يأتي؛ لأنّ قسم الله سبحانه قديم (١). ولا لكون محذوف هو حال من «الّيل» ؛ لأنّ الحال والاستقبال متنافيان ، وإذا بطل هذان
__________________
١ ـ الحكم بقدم كلام الله تعالى في هذه العبارة وما بعدها مخالف لمذهب الإمامية قال الامام الصادق عليهالسلام : «الكلام محدث ، كان الله عز وجل وليس بمتكلم ثم أحدث الكلام» بحار الأنوار : ٤ / ١٥٠. راجع لتحقيق البحث نفس المصدر وكشف المراد : ٢٨٩ ومنهاج البراعة : ١٠ / ٢٦٣.