معنىً فقط. وقد اجتمعت الثلاثة في قوله تعالى : ﴿إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الّذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إنّ الله معنا﴾ (التوبة / ٤٠).
وقد يحذف أحد شطري الجملة فيظن مَنْ لا خبرة له أنّها اُضيفت إلى المفرد ، كقول الأخطل :
٨ ـ كانت منازلَ الّاف عَهِدْتُهم
إذ نحن إذ ذاك دون الناس إخواناً (١)
«اُلاّف» ـ بضمّ الهمزة ـ جمع «آلف» بالمدّ مثل : «كافر» و «كفّار» ، و «نحن» و «ذاك» مبتدأ ان حذف خبراهما. فالتقدير : عهدتهم إخوانا إذ نحن متألّفون ، إذ ذاك كائن ، ولاتكون «إذ» الثانية خبراً عن «نحن» ، لأنه زمان و «نحن» اسم عين ، بل هي ظرف للخبر المقدّر ، و «إذ» الاُولى ظرف لـِ «عهدتهم» ، و «دون» إما ظرف له أو للخبر المقدر أو لحال من «إخواناً» محذوفة ، أي : متصافين دون الناس ، ولايمنع ذلك تنكير صاحب الحال؛ لتأخره ، ولاكونه اسم عين؛ لأن «دون» ظرف مكان لازمان (٢) ، والمشار اليه بـ «ذاك» التجاور المفهوم من الكلام.
وقد تحذف الجملة كلّها للعلم بها ، ويعوّض منها التّنوين ، وتكسر الذّال (٣) ،
__________________
١ ـ شرح شواهد المغني : ١ / ٢٤٨.
٢ ـ هذا مبني على أنّ «دون» حال ، والظاهر من قوله : «أو لحال من إخواناً محذوفة أي : متصافين دون الناس» كونه متعلّقاً بمقدّر هو حال.
٣ ـ قال المحقّق الرضي رحمهالله : الحقّ أن «إذ» إذا حذف المضاف إليه منه واُبدل منه التنوين في غير نحو : «يومئذٍ» جاز فتحه أيضاً ، ومنه قوله تعالى حاكياً : «فعلتها إذاً وأنا من الضالّين» (الشعراء / ٢٠) أي : فعلتها إذ ربّيتني ، إذ لا معنى للجزاء هناكما قيل في «إذاً» : إنها للجواب. شرح الكافية : ٢ / ١٠٦ ونقل عن خالد : «إذا» لغة هذيل ، وغيرهم يقولون : «إذ» لسان العرب : مادّة أذذ.