معنوي ، ومن القليل قوله (١) :
١٦٩ ـ يَميدُ إذا مادتْ عليه دلاؤُهم
فيصدُر عنه كُلُّها وهُو ناهلٌ
ولايجب أن يكون منه قول الإمام علي عليهالسلام :
١٧٠ ـ فلمّا تبيَّنّا الهُدى كانَ كلُّنا
على طاعة الرّحمن والحق والتُّقى (٢)
بل الأولى : تقدير «كان» شأنية.
فصل
واعلم أن لفظ «كل» حكمه الإفراد والتذكير ، وأن معناها؛ بحسب ما تضاف إليه؛ فإن كانت مضافة إلى منكّر وجب مراعاة معناها فلذلك جاء الضمير مطابقاً لمعناها ، في نحو قوله تعالى : ﴿وَكُلَّ إنسان ألزَمْناهُ طائرهُ في عُنُقِهِ﴾ (الإسراء/١٣) وقول أميرالمؤمنين عليهالسلام : «كُلّ حسنة لا يراد بها وجه الله تعالى فعليها قبح الرياء وثمرتها قبح الجزاء» (٣) وقول لبيد :
١٧١ ـ وكل اُناس سوف تدخل بينهم
دُوَيهيّة تصفّر منها الأنامل (٤)
هذا ما نصَّ عليه ابن مالك ، وردَّه أبو حيان بقول عنترة :
__________________
١ ـ والبيت أنشده أبو حيّان وناظر الجيش في «شرح التسهيل» معزوّاً إلى كُثيّرِ عزّة. شرح أبيات مغني اللبيب : ٤/١٩٠.
٢ ـ شرح شواهد المغني : ٢/٥٢١.
٣ ـ في غرر الحكم من منشورات دار الكتاب «الريا» بدون الهمزة ٢/٥٤٩ ، والصحيح ما أثبتناه. راجع شرح غرر الحكم للخوانساري وكتب اللغة.
٤ ـ شرح شواهد المغني : ١/ ١٥٠.