الثامن : أن تكون زائدة للتعويض أو لغيره.

فالأول كقوله (١) :

١٢٨ ـ إنَّ الكَريم وأبيكَ يَعْتمِلْ

إنْ لَمْ يَجِدْ يوماً على مَنْ يتّكلْ

أي : من يتكل عليه ، فحذف «عليه» وزاد «على» قبل الموصول تعويضاً له ، قاله ابن جنّي ، وقيل : المراد : إن لم يجد يوماً شيئاً ، ثم ابتدأ مستفهماً فقال : على من يتّكل؟ وكذا قيل في قوله (٢) :

١٢٩ ـ ولا يؤاتيكَ فيما ناب من حَدَث

إلاّ أخوثِقَة فانظر بمَن تَثقُ

إن الأصل فانظر لنفسك ثم ابتدأ الاستفهام. وابن جنّي يقول في ذلك أيضاً : إن الأصل : فانظر من تثق به؛ فحذف الباء ومجرورها وزاد الباء عوضاً. وقيل : بل تمّ الكلام عند قوله : «فانظر» ثم ابتدأ مستفهما فقال : بمن تثق؟

والثاني كقول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من حلف على يمين» (٣) والأصل : حلف يميناً ، قاله ابن مالك (٤). وفيه نظر؛ لأن اليمين مجاز عما يتعلق بها (٥).

التاسع : أن تكون للاستدراك والاضراب ، كقول أبي خراش :

١٣٠ ـ فوالله لا أنسى قتيلاً رزئته

بجانب قوسي ما بقيت على الأرض

__________________

١ ـ لم يسم قائله. شرح أبيات مغني اللبيب : ٣/٢٤٥.

٢ ـ قال السيوطي : ورأيت في المؤتلف والمختلف للآمدي : عزوا ذلك إلى سالم بن وابصة ، شرح شواهد المغني : ١/٤٢٠.

٣ ـ سنن الترمذي رقم : ١٥٦٩ ـ ١٥٧٠.

٤ ـ شرح أبيات مغني اللبيب : ٣/٢٤٨.

٥ ـ تحفة الغريب : ٢٩٠.

۲۹۱۱