١٢٠ ـ أكثرتَ في العذل مُلحّاً دائماً
لا تُكثِرَنْ إنّي عسيت صائما
كذا قالوا ، والصّواب : أنه مما حذف فيه الخبر ، أي : أكون صائماً ؛ لأن في ذلك إبقاء لها على الاستعمال الأصلي.
والثاني : نادرٌ جداً كقول قسام بن رواحة :
١٢١ ـ عسى طيّئ من طيئ بعدَ هذه
ستُطفِئ غُلاّتِ الكُلَى والجَوانِحِ (١)
و «عسى» فيهنّ فعل ناقص بلا إشكال.
السادس : أن يقال : «عساي ، وعساك ، وعساه» وهو قليل ، وفيه ثلاثة مذاهب :
أحدها : أنها اُجريت مُجرى «لعل» في نصب الاسم ورفع الخبر ، قاله سيبويه.
الثاني : أنها باقية على عملها ولكن استعير ضمير النصب مكان ضمير الرفع ، قاله الأخفش ، ويرده أن إنابة ضمير عن ضمير إنما ثبت في المنفصل ، نحو : «ما أنا كأنت».
الثالث : أنها باقية على عملها ولكن قلب الكلام ، فجعل المخبر عنه خبراً وبالعكس ، قاله المبرّد والفارسي ومدّعاهما أن الإعراب قلب والمعنى بحاله.
السابع : «عسى زيدٌ قائم» حكاه ثعلب ، ويتخرج هذا على أنها ناقصة ، وأن اسمها ضمير الشأن ، والجملة الاسمية الخبر.
تنبيه
إذا قيل : «زيدٌ عسى أن يقوم» احتمل نقصان «عسى» على تقدير تحمّلها
__________________
١ ـ شرح شواهد المغني : ١/٤٤٥.