٢ ـ تَروحُ من الحيّ أم تبتكِر
وماذا عليكَ بأن تنتظِر (١)
أم لم تتقدمها كقول الكميت في مدح أهل البيت :
٣ ـ طَرِبْتُ وماشوقاًإلى البيض أطْرَبُ
ولا لعباً منّي وذُوالشيب يلعَبُ؟ (٢)
والأخفش يقيس ذلك في الاختيار عند أمن اللبس ، وحمل عليه قوله تعالى : ﴿وَتِلكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلىّ﴾ (الشعراء /٢٢) وقوله تعالى : ﴿هذا رَبّي﴾ (الأنعام /٧٦ ـ ٧٨) في المواضع الثلاثة (٣).
والمحققون على أنّه خبر ، وأنّ مثل ذلك يقوله من ينصف خصمه مع علمه بأنّه مبطل ، فيحكي كلامه ثمّ يكرّ عليه بالإبطال بالحُجّة.
الثاني : أنها ترد لطلب التصوّر ، نحو قوله تعالى : ﴿وَإن أدْري أقَرِيبٌ أمْ بَعيدٌ ما تُوعَدُونَ﴾ (الأنبياء /١٠٩) ولطلب التصديق ، نحو قول حسّان :
٤ ـ أيذهب مدحيوالمحبّين ضائعا؟
وما المدح في ذات الإله بضائع (٤)
و «هل» مختصّة بطلب التّصديق ، نحو : ﴿هَلْ أدلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الْخُلْدِ﴾ (طه /١٢٠).
وبقيّة الأدوات مختصّة بطلب التصوّر ، نحو : ﴿مَتى نَصْرُالله﴾ (البقرة /٢١٤)
__________________
١ ـ اللباب : ٣١٧.
٢ ـ شرح شواهد المغني : ١/٣٤.
٣ ـ ﴿وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والارض وليكون من الموقنين. فلمّا جنّ عليه اللّيل رأى كوكباً قال هذا ربّي فلمّا أفل قال لا أُحبّ الافلين. فلمّا رأى القمر بازغاً قال هذا ربّي فلمّا أفل قال لئن لم يهدني ربّي لأكوننّ من القوم الضّالّين. فلمّا رأى الشّمس بازغة قال هذا ربّي هذا أكبر فلمّا أفلت قال يا قوم إنّي بريء ممّا تشركون﴾ (الأنعام / ٧٥ ـ ٧٨).
٤ ـ الغدير : ٢ / ٥٨. وفي المصدر «ضايعاً وبضايع» والصحيح : ما أثبتناه ، للقاعدة.