ومرادفة «إلاّ» في الاستثناء كقول المقنّع الكندي :

٩٣ ـ ليس العطاءمن الفُضُول سَماحَةً

حتّى تجُودَ وما لَدَيك قليلُ (١)

؛ لأن ما بعدها ليس غاية لما قبلها ولا مسبباً عنه.

ولاينتصب الفعل بعد «حتّى» إلاّ إذا كان مستقبلاً ، ثمّ إن كان استقباله بالنظر إلى زمن التكلم فالنصب واجب ، نحو : ﴿لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتّى يَرْجعَ إلَينا مُوسى (طه / ٩١) وإن كان بالنسبة إلى ما قبلها خاصة فالوجهان ، نحو : ﴿وَزُلْزِلُوا حَتّى يَقُول الرّسُولُ والّذينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُالله (البقرة / ٢١٤) فإن قولهم إنما هو مستقبل بالنظر إلى الزلزال ، لا بالنظر إلى زمن قصّ ذلك علينا.

وكذلك لايرتفع الفعل بعد «حتّى» إلاّ إذا كان حالاً ، ثمّ إن كانت حاليته بالنسبة إلى زمن التكلم فالرفع واجب ، كقولك : «سرتُ حتّى أدخُلها» إذا قلت ذلك وأنت في حالة الدخول ، وإن كانت حاليته ليست حقيقيةً ، بل كانت محكية ، رُفع ، وجاز نصبه إذا لم تقدر الحكاية ، نحو : ﴿وَزُلْزِلُوا حَتّى يَقُول الرّسُولُ (البقرة / ٢١٤) في قراءة نافع بالرفع بتقدير : حتى حالتهم حينئذ أن الرسول والذين آمنوا معه يقولون كذا وكذا.

واعلم أنه لا يرتفع الفعل بعد «حتّى» إلاّ بثلاثة شروط :

أحدها : أن يكون حالا أو مؤولا بالحال كما مثّلنا.

الثاني : أن يكون مسبباً عما قبلها ، فلايجوز «سرتُ حتّى تطلعُ الشمس» ؛ لأنّ طلوع الشمس لايتسبب عن السير.

الثالث : أن يكون فضلة ، فلا يصح في نحو : «سيري حتى أدخلها» ؛ لئلا يبقى

__________________

١ ـ شرح شواهد المغني : ١/ ٣٧٢.

۲۹۱۱