زائدة ، فلا تكون عاطفة البتة (١) ، وحملوا على ذلك قوله تعالى : ﴿حتّى إذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الأرضُ بِما رَحُبَتْ وَضاقَتْ عَلَيْهِم أنفُسُهُمْ وظَنُّوا أنْ لا مَلْجأ مِنَ الله إلاّ إلَيهِ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ﴾ (التوبة / ١١٨) وخرّجت على تقدير الجواب.
وأمّا الترتيب فخالف قوم في اقتضائها إياه ، تمسكاً بقوله تعالى : ﴿خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْس واحِدة ، ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوجَها﴾ (الزمر /٦) وقول أبي نواس :
٨٦ ـ إنّ من سادَ ثُمَّ سادَ أبُوه
ثُمَّ قَدْ سادَ قبلَ ذلك جدُّه (٢)
والجواب عن الآية من وجوه :
منها : أن العطف على محذوف ، أي : من نفس واحدة ، أنشأها ثم جعل منها زوجها.
منها : أن العطف على «واحدة» على تأويلها بالفعل ، أي : من نفس توحّدت ، أي : انفردت ، ثم جعل منها زوجها.
منها : أن «ثمّ» لترتيب الإخبار لا لترتيب الحكم ، وأنه يقال : «بلغني ما صنعت اليوم ثمّ ما صنعت أمس أعجبُ» أي : ثم اُخبرك أن الذي صنعته أمس أعجب.
والأولان أنفع من هذا الجواب؛ لأنهما يصحّحان الترتيب والمهلة ، وهذا يصحح الترتيب فقط؛ إذ لا تراخي بين الإخبارين ، ولكن الجواب الأخير أعمّ ؛
__________________
١ ـ قال الدماميني : وحينئذٍ فالخلاف في وقوعها زائدة غير عاطفة لا في اقتضائها التشريك مع كونها عاطفة ، فالعبارة غير محرورة وفي ظاهرها تدافع ، تحفة الغريب : ٢٤٢.
٢ ـ شرح أبيات مغني اللبيب : ٣/٣٨.