للمصاحبة ، فالظرف حال من الفاعل ، أي : مصاحبة للدهن ، أو المفعول ، أي : تنبت الثمر مصاحباً للدهن ، أو أن «أنبت» يأتي بمعنى «نبت» كقول زهير :

٦٨ ـ رأيت ذوي الحاجاتِ حولَ بُيُوتهم

قطيناً لهم حتىّ إذا أنبتَ البقلُ (١)

ومن ورودها مع المتعدي قوله تعالى : ﴿دَفْعُ الله النّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعض (البقرة /٢٥١) والأصل : دفع بعض الناس بعضاً.

الثالث : الاستعانة ، وهي الداخلة على آلة الفعل ، نحو قول أميرالمؤمنين عليه‌السلام : «لألف ضربة بالسيف أهون عليّ من مِيتة على الفراش في غير طاعة الله» وقول عبيدالله بن الحرّ الجعفي في رثاء أصحاب الإمام الحسين عليه‌السلام :

٦٩ ـ تآسَوا على نَصر ابن بنت نبيّهم

بأسيافهم آساد غيل ضراغمة

قيل : ومنه باء البسملة؛ لأن الفعل لا يتأتى على الوجه الأكمل إلاّ بها.

الرابع : السببيّة ، نحو قوله تعالى : ﴿إنّكُمْ ظَلَمْتُمْ أنْفُسَكُمْ بِاتّخاذكُمُ الْعِجْلَ (البقرة /٥٤) وقول أبي طالب في النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

٧٠ ـ وأبيضَ يُستَسْقى الغَمامُ بوجهه

ثِمال اليتامى عصمةٌ للأراملِ (٤)

ومنه : «لقيت بزيد الأسد» أي : بسبب لقائي إيّاه.

الخامس : المصاحبة ، نحو قوله تعالى : ﴿اهْبِطْ بسَلام (هود /٤٨) أي : معه ، وقول الزينب الصغرى سلام الله عليها خطاباً للمدينة :

__________________

١ ـ شرح شواهد المغني : ١/٣١٤.

٢ ـ نهج البلاغة : ط ١٢٢ /٣٨٠.

٣ ـ أدب الطف : ١/٩٨.

٤ ـ شرح شواهد المغني : ١/ ٣٩٥.

۲۹۱۱