(التوبة/١٢٤) وقول الكميت :
٦٥ ـ بأيّ كتاب أم بأيّة سنة
ترى حبّهم عاراً عليّ وتحسب (١)
وقد تخفف كقول الفرزدق :
٦٦ ـ تَنَظّرتُ نصراًوالسماكَين أيْهُما
عليّ من الغيث استَهَلّت مَواطِرُه (٢)
الثالث : أن تكون موصولة ، نحو : ﴿لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَة أيُّهُمْ أَشَدُّ﴾ (مريم /٦٩) التقدير : لننزعن الذي هو أشد ، قاله سيبويه وخالفه الكوفيون وجماعة من البصريين؛ لأنهم يرون أن «أيّاً» الموصولة معربة دائماً كالشرطية والاستفهامية ، قال الزجاج : ما تبين لي أن سيبويه غلط إلاّ في موضعين هذا أحدهما ، فإنه يسلم أنها تعرب إذا اُفردت ، فكيف يقول ببنائها إذا اُضيفت؟.
وزعم هؤلاء أنها في الآية استفهامية ، وأنها مبتدأ ، و «أشدّ» خبر ، ثم اختلفوا في مفعول «نَـنْزِعُ» فقال الخليل : محذوف ، والتقدير : لننزعنّ الّذين يقال فيهم أيهم أشد ، وقال يونس : هوالجملة ، وعُلّقت «ننزع» عن العمل كما في ﴿لِنَعْلَمَ أيُّ الْحِزْبَيْنِ أحصى﴾ (الكهف /١٢) وقال الكسائي والأخفش : كل شيعة ، و «من» زائدة ، وجملة الاستفهام مستأنفة ، وذلك على قولهما في جواز زيادة «مِن» في الإيجاب.
ويردّ أقوالهم أن التعليق مختص بأفعال القلوب ، وأنه لا يجوز «لأضربنّ الفاسقُ» بالرفع بتقدير : الذي يقال فيه هوالفاسق وأنه لم يثبت زيادة «مِنْ» في الإيجاب ، وقول الشاعر (٣) :
__________________
١ ـ شرح شواهد المغني : ١/٣٥.
٢ ـ شرح شواهد المغني : ١/٢٣٦.
٣ ـ قال السيوطي : «هو رجل من غسان». شرح شواهد المغني : ١/٢٣٦.