خريفاً» (١) وخرّج على أن القعر مصدر «قَعَرْت البئر» إذا بلغت قَعْرَها ، و «سبعين» ظرف ، أي : إن بلوغ قعرها يكون في سبعين عاماً.
وقد يرتفع بعدها المبتدأ فيكون اسمها ضمير شأن محذوفاً كقول الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ من أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون» (٢) الأصل : إنه أي الشأن كما قال الأعشى :
٥٦ ـ إنّ من لامَ في بَني بنت حسّا
نَ ألُمْه وأعْصِهِ في الخُطوب (٣)
وإنما لم تجعل «مَنْ» اسمها؛ لأنها شرطية ، بدليل عملها الجزم ، والشرط له الصدر فلايعمل فيه ما قبله.
وتخريج الكسائي الحديث على زيادة «من» في اسم «إنّ» يأباه غير الأخفش من البصريين؛ لأن الكلام إيجاب ، والمجرور معرفة على الأصح ، والمعنى أيضاً يأباه ، لأنهم ليسوا أشد عذاباً من سائر الناس.
وتخفف فتعمل قليلاً ، وتهمل كثيراً ، وعن الكوفيين : أنها لا تخفف ، وأنه إذا قيل : «إن زيد لمنطلق» فـ «إن» نافية ، واللام بمعنى «إلاّ» ، ويردّه أن منهم من يعملها مع التخفيف ، حكى سيبويه : «إن عمراً لمنطلق» وقرأ الحرميان وأبوبكر ﴿وإنْ كُـلاًّ﴾ (٤) (هود /١١١).
__________________
١ ـ أورده ابن هشام في ا لمغني ولم نجده بهذا اللفظ في مصادر الحديث.
٢ ـ أورده ابن هشام في المغني بهذا اللفظ ، وماوجدناه في مصادر الحديث : «إن من أشد أهل النار يوم القيامة عذاباً ، المصورون». صحيح مسلم : ٣/١٦٧٠.
٣ ـ الإنصاف : ١ ـ ٢/١٨٠.
٤ ـ تتمّتها : «لما ليوفينهم» قرأها الحرميان بتخفيف «لما» وأبوبكر بتشديدها. راجع مجمع البيان.