تنبيه

ذكر لـ «أن» معان أربعة اُخر :

أحدها : الشرطية ، وإليه ذهب الكوفيون ويرجّحه اُمور :

الأول : توارد المفتوحة ، والمكسورة على المحل الواحد ، والأصل التوافق ، فقرئ بالوجهين قوله تعالى : ﴿أفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذّكْرَ صَفْحاً انْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفينَ (الزخرف / ٥).

الثاني : مجيء الفاء بعدها كثيراً كقول عباس بن مرداس :

٤٦ ـ أبا خُراشة أمّا أنتَ ذانفر

فإنّ قوميَ لم تأكلهُم الضّبُعُ (١)

الثالث : عطفها على «إن» المكسورة في قوله (٢) :

٤٧ ـ إمّا أقمتَ وأمّا أنت مرتحلاً

فالله يكلأُ ما تأتي وما تذرُ

الرواية بكسر «ان» الاُولى وفتح الثانية ، فلو كانت المفتوحة مصدرية لزم عطف المفرد على الجملة.

ثانيها : النفي ، قاله بعضهم في قوله تعالى : ﴿ولا تؤمنُوا إلاّ لِمَنْ تَبِعَ دينَكُمْ قُلْ إنّ الهُدى هُدَى الله أنْ يُؤْتى أحَدٌ مِثْلَ ما اُوتيتُمْ (آل عمران /٧٣) وقيل : إن المعنى : ولاتؤمنوا بأن يؤتى أحد مثل ما اُوتيتم من الكتاب إلاّ لمن تبع دينكم ، وجملة القول اعتراض.

ثالثها : معنى «إذ» قاله بعضهم في قوله تعالى : ﴿بَلْ عَجِبُوا أنْ جاءهُمْ مُنْذِرٌ

__________________

١ ـ شرح شواهد المغني : ١ / ١١٦.

٢ ـ قال البغدادي : «البيت مع شهرته في كتب النحو وغيرها لم أظفر بقائله». شرح أبيات مغني اللبيب : ١ / ١٨٠.

۲۹۱۱