٤١ ـ بأنك ربيع وغيث مريع

وأنك هناك تكون الثِّمالا

الوجه الثالث : أن تكون مفسرة بمنزلة «أي» ، نحو : ﴿فَأوْحَينا إلَيْهِ أنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ (المؤمنون /٢٧) ﴿ونُودُوا أنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ (الأعراف /٤٣) وتحتمل المصدرية بأن يقدر قبلها حرف الجرّ فتكون في الاُولى «أن» الثنائية؛ لدخولها على الأمر ، وفي الثانية المخففة؛ لدخولها على الاسمية.

وعن الكوفيين : إنكار «أن» التفسيرية البتة وهو متجه؛ لأنه إذا قيل : «كتبت إليه أن قم» لم يكن «قم» نفس «كتبت» (١) كما كان الذهب نفس العسجد في قولك : هذا عسجد أي ذهب. ولهذا لوجئت بـ «أي» مكان «أن» في المثال لم تجده مقبولاً في الطبع.

ولها عند مثبتها شروط :

أحدها : أن تقع بين الجملتين كما تقدم.

الثاني : أن يكون في الجملة السابقة معنى القول كما مر ، ومنه : ﴿وانطَلَقَ الْمَلأ مِنْهُمْ أن امْشُوا (ص /٦) ؛ إذ ليس المراد بالانطلاق المشي ، بل انطلاق ألسنتهم بهذا الكلام ، كما أنه ليس المراد بالمشي ، المشي المتعارف ، بل الاستمرار على الشيء.

الثالث : أن لا يكون في الجملة السابقة أحرف القول إلاّ والقول مؤوّل

__________________

١ ـ هذا الكلام منبي على أن «قم» مفسر لـ «كتبت» وأمّا إذا قلنا : إنه مفسر للمفعول فلا يلزم محذور. قال المحقق الرضي : «أن» لا تفسر إلاّ مفعولاً مقدرا ، نحو : «كتبت إليه أن قم» أي : كتبت إليه شيئاً هو «قم» وقد يفسر المفعول به الظاهر ، نحو : ﴿مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ (المائدة /١١٧) وقوله اعبدوا الله تفسير للضمير في «به» انتهى ملخصاً.

شرح الكافية : ٢/٣٨٥.

۲۹۱۱