وإذا وقعت «انّ» بعد «أما» هذه كسرت كما تكسر بعد «ألا» الاستفتاحية.

الثّاني : أن تكون بمعنى «حقّا أو أحقّا» ، على خلاف في ذلك سيأتي.

وهذه تفتح «انّ» بعدها كما تفتح بعد «حقّاً».

وهي حرف عند ابن خروف ، وجعلها مع «أنّ» ومعموليها كلاماً تركّب من حرف واسم كما قاله الفارسي في «يا زيد».

وقال بعضهم : هي اسم بمعنى «حقّا». وقال آخرون : هي كلمتان : الهمزة للاستفهام ، و «ما» اسم بمعنى «شيء» وذلك الشيء حق ، فالمعنى : أحقّا ، وهذا هو الصواب. وموضع «ما» النصب على الظرفيّة كما انتصب «حقّا» على ذلك في نحو قوله (١) :

٣٦ ـ أحقّاً أنّ جيرتنا استقلّوا

فنيّـتنا ونيّـتهم فريق

وهو قول سيبويه ، و «أنّ» وصلتها مبتدأ ، والظرف خبره وقال المبرّد : «حقّاً» مصدرا «حَقَّ» محذوفاً و «أنّ» وصلتها فاعل.

وزاد المالقي لـ «أما» معنى ثالثا ، وهو أن تكون حرف عرض ، نحو : «أما تقوم ، أما تقعد».

وقد يُدّعى في ذلك أن الهمزة للاستفهام التقريري وأن «ما» نافية.

__________________

١ ـ قال السيوطي : «هو مطلع للمفضل السكري ...» وقال صاحب الحماسة البصرية : هو لعامر بن أسحم بن عدي الكندي ، شاعر جاهلي.

وقد أنشده صاحب الحماسة البصرية بلفظ : «ألم تَرَ أنّ جِيـرَتَنا استقلّوا فلا شاهد فيه». شرح شواهد المغني : ١/١٧١ و ١٧٢.

۲۹۱۱