خلافاً لزاعمي ذلك بل بـ «أدعو» محذوفاً لزوماً ، وقول ابن الطراوة : النداء إنشاء ، و «أدعو» خبر ، سهوٌ منه ، بل «أدعو» المقدر إنشاء كـ «بعتُ وأقسمتُ».
وإذا ولي «يا» ما ليس بمنادى كالفعل في ﴿ألا يا اسْجُدُوا﴾ (النّمل / ٢٥).
والحرف في نحو قوله تعالى : ﴿يا لَيْتَني مَعَهُمْ فَأَفُوز﴾ (النساء/ ٧٣) وقول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : «يا رُبَّ كاسية في الدُّنيا عارية في الآخرة» (١). والجملة الاسمية كقوله (٢) :
٣٢٩ ـ يا لعنةُ الله والأقوام كلهم
والصّالحين على سِمعانَ من جارِ
فقيل : هي للنداء والمنادى محذوف ، وقيل : هي لمجرد التنبيه؛ لئلا يلزم الإجحاف بحذف الجملة كلها. وقال ابن مالك : إن وليها دعاء كهذا البيت أو أمر نحو : ﴿ألا يَا اسْجُدُوا﴾ (النَّمل / ٢٥) فهي للنداء؛ لكثرة وقوع النداء قبلهما ، نحو : ﴿يا آدَمُ اسْكُنْ﴾ (البقرة/ ٣٥) ﴿يا نُوحُ اهبِطْ﴾ (هود/ ٤٨) ونحو : ﴿يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَينا رَبُّكَ﴾ (الزّخرف / ٧٧) وإلا فهي للتنبيه. والله سبحانه وتعالى أعلم.
يتلوه الجزء الثاني واوله :
«الباب الثاني في تفسير الجمل ...»
__________________
١ ـ صحيح البخاري : ٢/ ٦٢.
٢ ـ شرح شواهد المغني : ٢/ ٧٩٦ ، شرح أبيات مغني اللبيب : ٦/ ١٧١. لم يسمّ قائله.