السلبي فيمتنع نحو : «هلْ زيداً ضربت؟» ؛ لأن تقديم الاسم يشعر بحصول التصديق بنفس النسبة ، ونحو : «هل زيدٌ قائم أم عمروٌ؟» إذا اُريد بـ «أم» المتصلة ، و «هل لم يقم زيد؟». ونظيرها في الاختصاص بطلب التصديق «أم» المنقطعة ، وعكسهما «أم» المتصلة ، وجميع أسماء الاستفهام؛ فإنهن لطلب التصور لا غير ، وأعمُّ من الجميع الهمزة فإنها مشتركة بين الطلبين.
وتفترق «هل» من الهمزة من عشرة أوجه :
أحدها : اختصاصها بالتصديق كقول أميرالمؤمنين عليهالسلام : «فَهَل دَفَعَتِ الأقارِبُ؟ أو نفعتِ النَواحِبُ؟ وقد غُودِرَ في مَحَلّةِ الأمواتِ رَهيناً وفي ضيق المَضْجَعِ وَحيداً» (١).
والثاني : اختصاصها بالإيجاب ، تقول : «هل زيد قائم؟» ويمتنع «هل لم يقم؟» بخلاف الهمزة ، نحو : ﴿ألمْ نَشْرَحْ﴾ (الشرح /١).
والثالث : تخصيصها المضارع بالاستقبال ، نحو : «هل تسافر؟» بخلاف الهمزة ، نحو : «أتظنه قائماً؟».
والرابع والخامس والسادس : أنها لا تدخل على الشّرط ، ولا على «إنّ» ولا على اسم بعده فعل في الاختيار ، بخلاف الهمزة؛ بدليل : ﴿أفَإنْ مِتَّ فَهُمُ الخالِدونَ﴾ (الأنبياء /٣٤) ﴿أإنْ ذُكّرتُمْ بَلْ أنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ﴾ (يس /١٩) ﴿أإنّكٌ لأنْتَ يُوسُفُ﴾ (يوسف /٩٠) ﴿أبْشَراً مِنّا واحِداً نَتَّبِعُهُ﴾ (القمر/٢٤).
والسابع والثامن : أنها تقع بعد العاطف ، لا قبله ، وبعد «أم» ، نحو : ﴿فَهَلْ يُهْلَكُ إلا القَومُ الفاسِقُونَ﴾ (الأحقاف /٣٥) ﴿قُلْ هَلَ يَسْتَوِي الأعمى وَالْبَصير
__________________
١ ـ نهج البلاغة : ط ٨٢/ ١٨٩.