الصدقات ، ثم حذف المضاف واُنيب عنه المضاف إليه ، فانفصل وارتفع.

وخاصة وهي التي تقدمها ذلك ، وتقدر من لفظ ذلك الاسم ، نحو : «غسَلتُه غسلاً نعمّا» و «دققته دقاً نعمّا» أي : نعم الغسل ونعم الدق ، وأكثرهم لايثبت مجيء «ما» معرفة تامة ، وأثبته جماعة منهم ابن خروف ونقله عن سيبويه.

الثاني : أن تكون نكرة مجردة عن معنى الحرف ، وهي أيضاً نوعان :

ناقصة وتامة :

فالناقصة هي الموصوفة ، وتقدر بقولك : شيء كقولهم : «مررت بما معجب لك» أي :

بشيء مُعجب لك ، وقوله (١) :

٢٥٤ ـ ربّما تكره النفوس من الأمـ

رله فُرجة كحلّ العقال

أي : رب شيء تكرهه النفوس.

والتامّة : تقع في ثلاثة أبواب :

أحدها : التعجب كقول أميرالمؤمنين عليه‌السلام : «ما أحسنَ تواضعَ الأغنياء للفقراء طلباً لما عندالله» (٢) المعنى : شيء حسّن تواضع الأغنياء ، جزم بذلك جميع البصريين إلا الأخفش فجوّزه ، وجوّز أن تكون معرفة موصولة والجملة بعدها صلة لامحل لها ، وأن تكون نكرة موصوفة والجملة بعدها في موضع رفع نعتاً لها وعليهما فخبر المبتدأ محذوف وجوباً ، تقديره : شيء عظيم ونحوه.

__________________

١ ـ نسب البيت إلى اُمية بن أبي الصلت وإلى حنيف بن عمير اليشكري وإلى غيرهما.

شرح شواهد المغني : ٢/٧٠٧.

٢ ـ نهج البلاغة : ح ٣٩٨/١٢٧٧.

۲۹۱۱