وأما نحو : ﴿وَلَوْ تَرى إذ وُقِفُوا عَلَى النّار (الأنعام /٢٧) ﴿أنْ لَوْ نَشاء أصَبْناهُمْ (الأعراف /١٠٠) وقول كعب :

٢٣٦ ـ لقد أقوم مقاما لو يقوم به

أرى وأسمعُ ما لو يسمعُ الفيلُ (١)

فمن القسم الأول ، لا من هذا القسم؛ لأن المضارع في ذلك مراد به المضي ، وتقرير ذلك : أن تعلم أن خاصية «لو» فرض ما ليس بواقع واقعاً ، ومن ثم انتفى شرطها في الماضي والحال لما ثبت من كون متعلقها غير واقع ، وخاصية «إنْ» تعليق أمر بأمر مستقبل محتمل ، ولا دلالة لها على حكم شرطها في الماضي والحال؛ فعلى هذا قوله تعالى : ﴿وَلَو كُنّا صادِقِينَ (يوسف /١٧) يتعين فيه معنى «إن» ؛ لأنه خبر عن أمر مستقبل محتمل ، ولا يمكن جعلها امتناعية؛ للاستقبال والاحتمال ، ولأن المقصود تحقق ثبوت الصدق لا امتناعه ، وأما قوله (٢).

٢٣٧ ـ لا يُلفِكَ الراجيكَ إلا مظهراً

خُلُقَ الكرامِ ولو تكون عديما

فيحتمل أن «لو» فيه بمعنى «إنْ» على أن المراد مجرد الإخبار بوجود الجزاء عند وجود الشرط في المستقبل ، ويحتمل أنها على بابها وأن المقصود فرض الشرط واقعاً والحكم عليه مع العلم بعدم وقوعه.

والحاصل : أن الشرط متى كان مستقبلاً محتملاً ، وليس المقصود فرضه الآن أو فيما مضى فهي بمعنى «إنْ» ومتى كان ماضياً أو حالاً أو مستقبلاً ، ولكن قُصدَ فرضه الآن أو فيما مضى فهي الامتناعية.

الثالث : أن تكون حرفاً مصدرياً بمنزلة «أن» إلا أنها لا تنصب ، وأكثر وقوع

__________________

١ ـ شرح شواهد المغني : ٢/٦٤٧.

٢ ـ لم يسمّ قائله. شرح شواهد المغني : ٢/٦٤٦.

۲۹۱۱