طائفه اُخرى.
وحيث دخلت اللام على غير المقول له فالتأويل على بعض ما ذكرناه ، نحو (قالَتْ اُخراهُمْ لاُولاهُمْ رَبّنا هُؤلاء أضَلوّنا) (الأعراف /٣٨) ، وقول أبي الأسود الدؤلي :
١٩١ ـ كضرائرالحسناء قلن لوجهها
حسداً وبَغياً : إنّهُ لَذَميم (١)
السابع عشر : الصيرورة ، وتسمى لام العاقبة ولام المآل ، نحو قوله تعالى : ﴿فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا﴾ (القصص /٨) ، وقول أميرالؤمنين عليهالسلام : «إن لله مَلَكاً يُنادي في كل يوم : لِدوا للموت ، ولجنعوا للفناء وابْنوا لِلخراب»(٢).
وأنكرها البصريون ومن تابعهم ، قال الومخشري : والتحقيق أنها لام العلة وأن التعليل فيها وارد على طريق المجاز دون الحقيقة ، وبيانه : أنّه لم يكن داعيهم إلى الالتقاط أن يكون لهم عدواً وحزنا ، بل المحبة والتبنّي ، غير أن ذلك لما كان نتيجة التقاطهم له وثمرته ، شبّه بالداقي الذي يفعل الفعل لأجله ؛ فاللام مستعارة لما يشبه التعليل كما استعير الأسد لمن يشبه الأسد.
الثامن عشر : القسم والتعجب معاً ، وتختص باسم الله تعالى كقول ساعدة بن جؤية :
١٩٢ ـ لله يبقى قلى الأيّام ذو حِيَدٍ
أدْفى صَلُودٌ من الأو عال ذو خدم (٣)
__________________
١ ـ شرح شواهد المغني : ٢/٥٧٠.
٢ ـ نهج البلاغة : ح ١٢٧ /١١٥٠.
٣ ـ روي : تالله يبقى على حذف «لا» أي : لايبقى وروي لله. شرح شواهد المغني : ١/١٥٦ ، ٢/٥٧٣.