١٦٤ ـ وقَدْ دَرَسُوا القرآنَ وَافْتَلَجُوا بِهِ

فكُلُّهُم راض بِهِ مُتَحَزّبُ (١)

وأجزاء المفردالمعرف ، نحو : «كُلُّ زيدحسن» وقال الإمام علي بن الحسين عليهما‌السلام : «اللهم إنّي أخلصت بانقطاعي إليك وأقبلت بِكُلّي عليك» (٢) فإذا قلت : «أكلتُ كلّ رغيف لزيد» كانت لعموم الأفراد ، فإن أضفت الرغيف إلى «زيد» صارت لعموم أجزاء فرد واحد.

وترد «كل» ـ باعتبار كل واحد مما قبلها وما بعدها ـ على ثلاثة أوجه.

فأما أوجُهها باعتبار ما قبلها :

فأحدها : أن تكون نعتاً لنكرة أو معرفة؛ فتدل على كماله ، وتجب إضافتها إلى اسم ظاهر يماثله لفظاً ومعنى ، نحو : «أطعمنا شاة كلَّ شاة» وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي عليه‌السلام : «إنّ الشَّقي كلَّ الشَّقي مَن عاداك وَأبْغَضَك» (٣).

الثاني : أن تكون توكيداً لمعرفة ، قال الأخفش والكوفيون : أو لنكرة محدودة ، وعليهما ففائدتُها العموم ، وتجب إضافتها إلى اسم مضمر راجع إلى المؤكد ، نحو : ﴿فَسَجَدَ المَلائكَةُ كُلُّهمْ (الحجر/٣٠). قال ابن مالك : وقد يخلفه الظاهر. وأنشأ الفرزدق :

١٦٥ ـ أنت الجوادُ الذي تُرجى نوافِلُهُ

وَأبْعَدُ الناسِ كلّ الناس من عارِ (٤)

ومن توكيد النكرة بها : قول عبدالله بن مسلم الهذلي :

__________________

١ ـ شرح الهاشميات : ٤٦.

٢ ـ الصحيفة الكاملة السجادية ، الدعاء الثامن والعشرون : ١٩٢.

٣ ـ غاية المرام : ١/٩٤.

٤ ـ شرح أبيات مغني اللبيب : ٤/١٨٤.

۲۹۱۱