أحدها : هذا ، وهو أن «ما» موصولة ، و «أنت» مبتدأ حذف خبره.
الثاني : أنها موصولة ، و «أنت» خبرٌ حُذفَ مبتدؤه ، أي : كالذي هو أنت. وقد قيل بذلك في قوله تعالى : ﴿اجعَلْ لَنا إلهاً كَما لهم آلِهَةٌ﴾ (الأعراف / ١٣٨) أي : كالذي هو لهم آلهة.
الثالث : أن «ما» زائدة ملغاة ، و «الكاف» أيضاً جارة ، و «أنت» ضمير مرفوع اُنيب عن المجرور ، كما في قولهم : «ما أنا كأنت» والمعنى : كن فيما يستقبل مماثلاً لنفسك فيما مضى.
الرابع : أن «ما» كافة ، و «أنت» مبتدأ حُذف خبره ، أي : عليه أو كائن.
الخامس : أن «ما» كافة أيضاً ، و «أنت» فاعل ، والأصل : كما كنت ، ثم حُذف «كان» فانفصل الضمير ، وهذا بعيد ، بل الظاهر أن «ما» على هذا التقدير مصدرية.
تنبيه
تقع «كما» بعد الجمل كثيراً صفة في المعنى؛ فتكون نعتاً لمصدر أو حالاً ، ويحتملهما قوله تعالى : ﴿يَوْمَ نَطْوِي السّماء كَطَيّ السّجِلِ لِلكُتُب كَما بَدَأنا أوّلَ خَلْق نُعيدُهُ﴾ (الأنبياء/ ١٠٤) فإن قدّرته نعتاً لمصدر فهو إما معمول لـ «نُعِيدُهُ» أي : نُعيدُ أولَ خلق إعادةً مثل ما بدأناه ، أو لـ «نَطوِي» أي : نفعل هذا الفعل العظيم كفعلنا هذا الفعل ، وإن قدرته حالاً فذو الحال مفعول «نُعِيدُهُ» أي : نعيده مماثلاً للذي بدأنا. وتقع كلمة «كذلك» أيضاً كذلك.
المعنى الرابع : المبادرة ، وذلك إذا اتصلت بـ «ما» في نحو : «سلّم كما تدخل» و «صلِّ كما يدخل الوقت» ذكر جماعة ، وهو غريب جدّاً.
الخامس : التوكيد ، وهي الزائدة ، نحو : ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيء﴾ (الشورى / ١١)