«لدى» مطلقاً كقوله تعالى : ﴿وَأنْذِرهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ إذالقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمينَ﴾ (غافر /١٨) و «لدن» إذا كان المحل ، محل ابتداء غاية كقول أبي طالب عليهالسلامفي مدح الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم :
١٣٩ ـ أنت السعيد من السعود تكَنَّفتك الأسعد
من لدن آدم لم يزل فيناوصي مرشد
وقد اجتمعتا في قوله تعالى : ﴿آتيناه رَحمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمناهُ مِنْ لَدُنّا عِلْماً﴾ (الكهف / ٦٥).
ويفترقن من وجه ثان ، وهو أنّ «لدن» لا تكون إلاّ فضلة ، بخلافهما ، بدليل : ﴿وَلَدَينا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالحَقِّ﴾ (المؤمنون /٦٢) (وَعِنْدَنا كِتابٌ حَفِيظٌ) (ق /٤). وثالث ، وهو أن جرّها بـ «من» أكثر من نصبها ، حتى أنها لم تجي في التنزيل منصوبة ، وجرُّ «عند» كثير ، وجرُّ «لدى» ممتنعٌ. ورابع ، وهو أنهما معربان وهي مبنيّة في لغة الأكثرين. وخامس ، وهو أنها قد تضاف للجملة كقوله (١) :
١٤٠ ـ لَزِمْنالَدُنْ سَالَمتمونا وِفاقَكم
فلا يَكُ منكم للخِلاف جُنُوحُ
وسادس ، وهو أنها قد لا تضاف ، وذلك أنهم حكوا في «غدوة» الواقعة بعدها الجرّ بالإضافة ، والنصب على التمييز ، والرفع بإضمار «كان» تامة.
ثم اعلم أن «عند» أمكن من «لدى» من وجهين :
أحدهما : أنها تكون ظرفاً للأعيان والمعاني كقول أميرالمؤمنين عليهالسلام :
__________________
١ ـ توحيد الصدوق : ١٥٨.
٢ ـ شرح شواهد المغني : ٢/٨٣٦. شرح أبيات مغني اللبيب : ٦/٢٨٦. لم يسم قائله.