الزمخشري.
الخامس : مرادفة «بعد» ، كقوله تعالى : ﴿عمّا قَليل لَيُصْبِحُنَّ نادِمينَ﴾ (المؤمنون /٤٠) ﴿يُحَرّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ﴾ (النساء / ٤٦) بدليل أنّ في مكان آخر ﴿مِنْ بَعْدِ مَواضِعِهِ﴾ (المائدة /٤١). وقول أميرالمؤمنين عليهالسلام : «وكأنك عن قليل قد صِرتَ كأحدهم فأصلح مَثواك ولا تَبعْ آخرتك بدنياك» (١).
السادس : الظرفية كقول الأعشى :
١٣٣ ـ وآس سراةَ القوم حيث لقيتَهُم
ولا تَكُ عن حَمْلِ الرِّباعَة وَانيا (٢)
الرباعة : نجوم الحَمالَة ، قيل : لأن «ونى» لا يتعدّى إلاّ بـ «في» بدليل ﴿ولاتَنِيا في ذِكري﴾ (طه /٤٢) والظاهر أن معنى «ونى عن كذا» : جاوزه ولم يدخل فيه ، و «ونى فيه» : دخل فيه وفتر.
السابع : مرادفة «مِنْ» ، نحو : ﴿اُوْلئكَ الّذينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أحْسَنَ ما عَمِلُوا﴾ (الأحقاف /١٦) بدليل : ﴿فَتُقُبّلَ مِنْ أَحَدِهِما وَلَمْ يُتقَبَّلْ مِنْ الآخَرِ﴾ (المائدة /٢٧) ﴿رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنّا﴾ (البقرة /١٢٧).
الثامن : مرادفة الباء ، نحو : ﴿وما ينطق عَنِ الهَوى﴾ (النجم / ٣) والظاهر أنها على حقيقتها ، وأن المعنى : وما يصدر قوله عن هوى.
التاسع : الاستعانة ، قاله ابن مالك ، ومثَّله بـ «رَمَيْتُ عن القوس» ؛ لأنهم يقولون أيضاً : رميتُ بالقوس.
العاشر : أن تكون زائدة للتعويض من اُخرى محذوفة ، كقول زيد بن رزين :
__________________
١ ـ نهج البلاغة : ك ٣١/ ٩١٠.
٢ ـ شرح شواهد المغني : ١/٤٣٤.