١١٧ ـ مَنْ يَفْعلِ الحسنات الله يشكرها
والشرُ بالشر عندالله مثلانِ
واستغنوا بتثنيته عن تثنية «سواء» فلم يقولوا : «سواءان» إلاّ شاذاً.
وتشديد يائه ودخول «لا» عليه ودخول الواو على «لا» واجب وذهب ثعلب إلى أنّ من استعمله على خلاف ذلك فهو مخطئ.
وذكر غيره أنّه قد يخفّف ، وقد تحذف الواو كقوله (١) :
١١٨ ـ فِهْ بالعقود وبالأيمان لاسيَما
عَقْدٌ وفاء به من أعظم القُرَب
وهي عندالفارسي نصب على الحال ، فإذا قيل : «قاموا لاسيما زيد» فالناصب «قام» ، ولو كان كما ذكر لامتنع دخول الواو ، ولوجب تكرار «لا» كما تقول : «رأيت زيداً لا مثلَ عمرو ولا مثلَ خالد» وعند غيره هو اسم لـ «لا» التبرئة ، ويجوز في الاسم الذي بعدها الجر والرفع مطلقاً ، والنصب أيضاً إذا كان نكرة ، والجر أرجحها ، وهو على الإضافة ، و «ما» زائدة بينهما ، والرفع على أنه خبر لمضمر محذوف و «ما» موصولة أو نكرة موصوفة بالجملة.
ويضعفه في نحو : «ولا سيَّما زيدٌ» حذفُ العائد المرفوع مع عدم الطول ، وإطلاق «ما» على من يعقل ، وعلى الوجهين ففتحة «سيّ» إعراب؛ لأنه مضاف ، والنصب على التمييز و «ما» كافة عن الإضافة ، والفتحة بناء مثلها في «لا رجلَ» وأما انتصاب المعرفة نحو : «ولا سيّما زيداً» فمنعه الجمهور ، وقال ابن الدهّان : لا أعرف له وجهاً. ووجّهه بعضهم بأنّ «ما» كافة وأنّ «لا سيّما» نزلت منزلة «إلاّ» في الاستثناء ، ورُدّ بأن المستثنى مخرج ، وما بعدها داخل من باب أولى ، واُجيب بأنه مخرج مما أفهمه الكلام السابق من مساواته لما قبلها ، وعلى هذا فيكون استثناء منقطعاً.
__________________
١ ـ لم يسم قائله شرح أبيات مغني اللبيب : ٣/٢١٩.