ومن الثاني قوله (١) :

١٠٥ ـ ألا رُبَّ مولود وليس له أبٌ

وذي وَلَد لَم يَلْدَهُ أبَوانِ

أراد عيسى وآدم على نبيّنا وآله وعليهما الصلاة والسلام.

وتنفرد «ربّ» من سائر حروف الجرّ بوجوب تصديرها ووجوب تنكير مجرورها ، ونعته إن كان ظاهراً ، وإفراده وتذكيره وتمييزه بما يطابق المعنى إن كان ضميراً ، وغلبة حذف معدّاها ومضيّه ، وإعمالها محذوفة بعد الفاء كثيراً ، وبعد الواو أكثر ، وبعد «بل» قليلاً ، وبدونهنّ أقل كقول ربيعة بن مقروم الضبي :

١٠٦ ـ فإن أهلِكْ فذي لَهَب لَظاهُ

علىّ يكادُ يلتهبُ التهابا (٢)

وقول كعب بن مالك :

١٠٧ ـ وسائلة تُسائل ما لقينا

ولو شَهِدَتْ أرَتْنا صابرينا (٣)

وقول رؤبة :

١٠٨ ـ بل بَلد ذي صُعُد وآكام

تُخْشى مَرادِيه وهجر ذوّاب (٤)

رُبّ وقول جميل :

١٠٩ ـ رسم دار وقفتُ في طَلَلِهْ

كدتُ أقضِي الحياةَ من جَلَلِهْ (٥)

__________________

١ ـ هو لرجل من أزد السراة وقيل : لعمر والجنبيّ. شرح شواهد المغني : ١/٣٩٨ ، ونسبه البغدادي إلى الأول. شرح أبيات مغني اللبيب : ٣/١٧٤.

٢ ـ شرح شواهد المغني : ١/٤٦٦.

٣ ـ السيرة النبويّة : ٣/٢٦٧.

٤ ـ شرح أبيات مغني اللبيب : ٣/١٨٩.

٥ ـ شرح شواهد المغني : ١/ ٣٦٥.

۲۹۱۱