فصل

[مفهوم الغاية]

هل الغاية (١) في القضيّة تدلّ على ارتفاع الحكم عمّا بعد الغاية ـ بناء على دخول الغاية في المغيّى ـ أو عنها وبعدها ـ بناء على خروجها ـ أولا؟ (٢) فيه

__________________

(١) المراد من الغاية هي ما تقع بعد أداة الغاية ، نحو : «إلى» و «حتّى» ، كقوله تعالى : ﴿وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ المائدة / ٦ ، وقوله تعالى : ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ البقرة / ١٨٧ ، وقوله عليه‌السلام : «كلّ شيء طاهر حتّى تعلم أنّه قذر» ، مستدرك الوسائل ٢ : ٥٨٣ ، كتاب الطهارة ، أبواب النجاسات والأواني ، الباب ٣٠ ، الحديث ٤.

(٢) فالبحث عن الغاية يقع في جهتين :

الجهة الأولى : في دخول الغاية في حكم المغيّى وعدمه. فيبحث عن أنّ الغاية هل هي داخلة في المغيّى حكما أو خارجة عنه كذلك؟ مثلا في قوله تعالى : ﴿وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ هل يدخل «المرافق» في حكم «أيديكم» فيشمله وجوب الغسل ويكون ما بعد المرافق خارجا عنه أو يكون «المرافق» خارجا عن حكم «أيديكم» فلا يشمله وجوب الغسل كما لا يشمل ما بعد المرافق؟ فيه أقوال :

الأوّل : التفصيل بين كون الغاية واقعة بعد «إلى» فلا تدخل فيه ، كقوله تعالى : ﴿ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ ، وبين كونها واقعة بعد «حتّى» فتدخل ، نحو ، «كل السمكة حتّى رأسها». وهذا يظهر من ابن الحاجب في الكافية ، واختاره المحقّق العراقيّ ، وحسّنه المحقّق النائينيّ ولكن لم يرتضه. راجع شرح الكافية ٢ : ٣٢٦ ، مقالات الاصول ١ : ٤١٥ ، أجود التقريرات ١ : ٤٣٦.

الثاني : التفصيل بين كون الغاية من جنس المغيّى فتدخل فيه ، نحو : «يجب الصوم في ـ

۴۱۹۱