التعجب وهما : فعلان موضوعان لإنشاء التعجب أحدهما على مثال «ما أفعله» نحو : ما أحْسَنَ زيداً ، والثاني على مثال «أفعل به» نحو : أحْسِن بزيد ، ومعناهما أنّ زيداً أحْسَنُ جدّاً. وإنّما لا يبنيان إلّا من الثلاثي المجرّد لأنّ هذين البناءين لا يمكن من غيره وإنّما يجب أن لا يكون بمعنى افعلّ وافعالّ أي لا يكون من الألوان والعيوب لأنّ أفعل التعجب يشبه أفعل التفضيل في المبالغة وقد عرفت أنّ أفعل التفضيل لا يبنى من الألوان والعيوب.

قال : ويتوصّل إلى التعجب فيما وراء ذلك بأشدّ ونحو ذلك فيقال : ما أشَدَّ دَحْرَجَتَهُ ، وما أكثر استخراجه ، وما أبلغ سواده ، وما أقْبَحَ عِوَرَهُ.

أقول : إذا اُريد بناء التعجب فيما وراء ذلك أي الثلاثي المجرّد الّذي ليس بمعنى افعلّ وافعالّ أي في الثلاثي المزيد أو في غير الثلاثي أو في الثلاثي المجرّد اللونيّ والعيبيّ يتوصّل «بأشدّ» ونحوه ، أي يجعل ذلك وسيلة إليه بأن يبني التعجب منه ويجعل ذلك المزيد أو اللون أو غيرهما مفعولاً له فإنّه يفيد حينئذٍ ما كان يفيده التعجب المبنيّ من نفس ذلك المزيد أو اللونيّ أو غيرهما فيقال في غير الثلاثي : ما أشَدَّ دَحْرَجَتَه ، وفي اللونيّ : ما أبْلَغَ سَوادَهُ ، وفي العيبيّ : ما أقبح عِوَرَهُ ، وفي المزيد : ما أكثر استخراجه ، وإن شئت قلت : أشدد بدحرجته ، وأبلغ بسواده ، وأقبح بعوره ، وأكثر باستخراجه ، والمعنى على ما كان في ما أحْسَنَ زيداً ونحو : أشدّ ، أبلغ وأقبح وأتمّ وأكثر وأكمل.

قال : و «ما» في ما أفعل زيداً مبتدأ وأفعل خبره.

أقول : هذا مذهب سيبويه وعند الأخفش «ما» مبتدأ بمعنى الّذي وأفعل

۶۳۲۱