وإذا قدّم الفعل ، نحو : عَسىٰ أن يَقُوم زَيْدٌ فيحتمل التامّ والنقص ، نحو : حَرىٰ زَيْدٌ أن يَقُومَ ، واخْلَوْلَقَ السَّماءُ أنْ تَمْطَر.
الثاني : كادَ وكرَبَ وأوْشَك ، نحو : أوْشَك زيدٌ أن يَقُومَ وكثر أنْ في أوْشَك وقَلَّتْ في أخَويْه.
الثالثُ : البواقي ، نحو : «وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ» (١). وأنْشَاَ أو جعَلَ أو أخَذَ أو عَلَقَ السائقُ يَحْدو ، أي شرع فيه ، وليس معها أنْ ، لأنّها للحال وأن للاستقبال ، ولم يستعمل غير الماضي من تلك الأفعال إلّا يَكادُ ويوشك ومُوشِك اسم فاعل.
النّوع التاسِعُ : أفعال تسمّى أفعال المَدْح والذّم ، ويكون بعدها اسمان مرفوعان ، أحدهما الفاعل والآخر المخصوص بأحدهما ، وهي أربعة : نِعْمَ وحَبَّذا للمدح ، وبِئسَ وَساءَ للذّم ، وفاعلها إمّا معرّف باللام ، نحو : نِعْمَ الرجُلُ زَيْدٌ ، أو مضاف إليه ، نحو : نِعْمَ غلامُ الرجل زيد ، أو مضمر مُبهم مميّز بنكرة منصوبة ، نحو نِعْمَ رَجُلاً زَيْدٌ ، أو بما ، نحو : «فَنِعِمَّا هِيَ» (٢). ومخصُوصها إمّا مبتدأ وما قبله الخبر ، أو خبر لمبتدأ محذوف وهو ، هُوَ أو هِيَ. وإبهام الضمير إنّما هو على الثاني دون الأوّل ، وساءَ وبِئسَ مثلها ، وقد يحذف المخصوص ، نحو : «نِّعْمَ الْعَبْدُ» (٣) ، أي أيّوب ( عليه السلام ). وَحَبَّذا ، نحو : حَبَّذَا الرجُلُ زَيْدٌ ، فَحَبَّ فعل ماضٍ وذا فاعله والرجل صفة للفاعل ، وقد يحذف الصفة ويأتي بتمييز أو حال. قبل المخصوص أو بعده مطابقاً له في الافراد والتذكير ، وغيرهما ، نحو : حَبَّذا رَجُلاً أو راكِباً زَيْدٌ ،
____________________________
(١) طه : ١٢١.
(٢) البقرة : ٢٧١.
(٣) ص : ٤٤.