الحرف معناه لما مرّ من انّه بحسب المعنى فلا بدّ من معنى التّغيير كما في ذهبت به بخلاف مررت به ، نعم يصحّ أن يقال : في كلّ جارّ ومجرور انّ الفعل متعدّ اليه كما يقال : يتعدّى الى الظرف وغيره لكن لا باعتبار هذا التّعدّي الذى نحن فيه على أنّ في قوله ولا يغيّر شيء من حروف الجرّ معنى الفعل إلا الباء نظراً.

هذا فصل في أمثلة تصريف

[ هذه الافعال ] المذكورة من الثّلاثي والرباعي المجرّد والمزيد فيه يعنى اذا صرفت هذه الافعال حصلت امثلة كالماضي والمضارع والأمر وغيرها فهذا الفصل في بيانها وقدّم الماضي لانَّ الزّمان الماضي قبل زمان الحال والمستقبل ولانّه أصل بالنسبة الى المضارع لأنّه يحصل بالزّيادة على الماضي ولا شكّ في فرعيّة ما حَصَل بالزّيادة وأصالة ما حَصَلَ هو منه واشتقّ منه فقال :

[ امّا الماضي فهو الفعل الّذي دلّ على معنى ] هذا بمنزلة الجنس لشموله جميع الافعال وخرج بقوله : [ وُجد ] هذا المعنى [ في الزمان الماضي ] ما سوى الماضي واراد بالماضي في قوله : في الزّمان الماضي اللّغوي وبالأوّل الصّناعي فلا يلزم تعريف الشّيء بنفسه فإن قيل : هذا الحدّ غير مانع اذ يصدق على المضارع المجزوم بلم نحو : لَمْ يَضْرب فانّ لم قد نقل معناه الى الماضي وغير جامع اذ لا يصدق على نِعْم وبِئْس ولَيْس وعَسىٰ وما اشبه ذلك.

فالجواب عن الأوّل انّ دلالته على الماضي عارض نشأ من لَمْ والاعتبار لاصل الوضع وعن الثاني أنّه من الجوامد والمراد هاهنا الماضي الّذي هو أحد الامثلة الحاصلة من تصريف هذه الأفعال وان أريد

۶۳۲۱