ومُذْ ومُنْذُ : لابتداء الغاية في الماضي ، نحو : ما رَأَيته مُذْ ومُنْذُ يَوْم الجمعة. وللظرفية ، في الحاضر ، نحو : مُذْ يَومِنا ومُنْذُ شهرنا. ويختصّ بالظاهر ويكونان اسمين بمعنى أوّل المدّة فيليهما المفرد ، نحو : ما رَأَيته مذْ يومِ الجمعة أو جميعها فيليهما ما قصد ، نحو : ما رَأَيتهُ مُذْ يَوْمان أو أيّام فهما مبتدءان وما بعدهما الخبر.
وحاشا وعَدا وخَلا : للاستثناء أي إخراج الشيء عن حكم ما قبلها ، نحو : ساءَ القوم حاشا وعَدا وخَلا زيدٍ. وتكون فعلاً فتنصب ما بعدها على المفعوليّة ، والفاعل يستتر فيها وجوباً والجملة منصُوب المحلّ على الحاليّة ، نحو : جاءني القوم حاشا زيداً أي حال كونهم خالياً مجيئهم من زيد وتدخل على الأخيرتين ما المصدريّة فالجملة في تأويل المصدر منصوب على الظرفيّة بتقدير الوقت ، نحو : جاءني القوم ما عدا زيداً أو ما خلا عمراً أي وقت عُدُوّهم عن زيد ووقت خلوّهم عن عمروٍ.
ومَنْ جرّ الاسم بهما جعلها زائدة ولا بدّ لحروف الجرّ من متعلّق إلّا الحُروف الزائدة ، نحو : «كَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا» (١) وكذا رُبَّ والكاف وحاشا وعدا وخلا.
النوع الثاني : حروف مشبّهة بالأفعال وهي ستّة أحرف : إنَّ وأنَّ وكَأنَّ ولكِنَّ ولَيْتَ ولَعَلَّ ، وتدخل على المبتدأ والخبر فتنصب الأوّل اسماً ، وترفع الثاني خبراً ولما سوى أنَّ المفتوحة صدر الكلام ، ولها التوسّط (٢).
____________________________
(١) النساء : ٧٩.
(٢) قوله : ولها
التوسط أي لأنّ المفتوحة ان تقع وسط الكلام وذلك لانها مع صلتها تؤوّل بالمصدر فلا يتمّ بها الكلام فيحتاج الى جزء آخر حتى يتمّ الكلام قال ابن هشام :
الاصح انّها موصول حرفي مؤوّل مع معموليه بالمصدر فتقدير بلغني انك منطلق أو انك تنطلق
بلغني