الاستعمال والمضاف قد طال بالإضافة فيناسبهما التخفيف ، وقد يحذف أيضاً من أيّ ومَنْ. كقول الخطيب : أيّها الناس ، وقول العباد : مَنْ لا يزالُ مُحسناً أحْسِنْ إلَيَّ ، والتقدير يا أيّها الناس ، ويا مَنْ لا يزال والمراد بمَنْ ، هو الله تعالى.

قال : ومن خصائص المنادى ، الترخيم إذا كان علماً غير مضاف وزائداً على ثلاثة أحرف نحو : يا حارِ ويا اسمَ ويا عُثْم ويا مَنْصُ.

أقول : لمّا فرغ من ذكر المنادى أراد أن يذكر بعض خصائصه وقال : ومنها الترخيم ، وهو حذف في آخر المنادى للتخفيف ، والمنادى إنّما يرخّم إذا كان علماً لأنّه لو لم يكن علماً لم يعلم أنّه حذف شيء منه أم لا ، ويشترط أن يكون غير مضاف لأنّه لو كان مضافاً فإمّا أن يحذف فيه من آخر المضاف أو من آخر المضاف إليه والأوّل باطل لأنّ تمام المضاف بالمضاف إليه فهو كالوسط ، والثاني كذلك لأنّه ليس بآخر المنادى ويشترط أيضاً أن يكون زائداً على ثلاثة أحرف لأنّ الثلاثي لو رخّم بقى على حرفين وذلك غير جائز ومثاله يا حار في يا حارث ، ويا أسْمَ في يا أسْماء ويا عُثْمَ في يا عثمان ويا مَنْصُ في يا منصور.

واعلم أنّ العلميّة والزيادة على ثلاثة أحرف إنّما يشترطان في المنادى الّذي لا يكون فيه تاء التأنيث وأمّا إذا كان فيه تاء التأنيث فيجوز ترخيمه وإن لم يكن علماً ولا زائداً على ثلاثة أحرف نحو : يا عاذل ويا ثُبَ في يا عاذلة ويا ثُبَة ، وإنّما مُثّل بمثالين أحدهما غير علم إلّا أنّه زائد على ثلاثة أحرف ، والآخر غير علم وغير زائد على ثلاثة أحرف ، فإنّ الثبة في اللغة : الجماعة فيقال : يا ثُبَة أقْبِل باعتبار القوم ، وأقْبِلي باعتبار الجماعة ، ويعلم من قوله : غير مضاف أنّ المركّب الغير الإضافي قد يرخّم ويقال :

۶۳۲۱