أي المشابه للمضاف نحو : يا خيراً من زيد ، فإنّ خيراً لا يتمّ إلّا بمن زيد كما أنّ المضاف لا يتمّ إلّا بالمضاف إليه ، والنكرة أي غير المعيّن نحو : يا راكباً ، فكلّ من هذه الثلاثة منصوب بفعل مضمر لا يجوز إظهاره لأنّ حرف النداء أعني «يا» بدل منه ، ولا يجوز الجمع بين البدل والمبدل منه والتقدير أدعو عبد الله وأدعو خيراً من زيد وأدعو راكباً فحذف أدعو واُبدل منه يا.

قال : وأمّا المفرد المعرفة فمضموم في اللفظ ومنصوب في المعنى نحو : يا زَيْدُ ، ويا رَجُلُ.

أقول : المنادى إمّا مفرد معرفة ، أو غير مفرد معرفة منصوب في اللفظ كما مرّ ، وأمّا المفرد المعرفة فمضموم في اللفظ ومنصوب في المعنى نحو : يا زيد فإنّ تقديره أدعو زيداً أمّا لفظه فمبنيّ على الضمّ وإنّما بني هذا لأنّه يشبه كاف الخطاب في أدعُوك من حيث الإفراد والتعريف وكاف أدعوك يشبه كاف ذاك من هاتين الجهتين وكاف ذاك حرف مبنيّ الأصل فمشابهه يكون مبنيّاً أيضاً ومشابه المشابه مشابه لذلك الشيء فيكون مبنيّاً أيضاً وإنّما بني على الحركة فرقاً بين البناء اللازم والعارض وإنّما بُنيَ على الضمّ ليخالف حركة بنائه حركة إعرابه فإنّ المنادى المعرب إمّا منصوب كما عرفت أو مجرور وذلك إذا دخل عليه لام الجرّ نحو : يا لزيد ، ويسمّى هذه اللام لام الاستغاثة وهذا المنادى المنادى المستغاث.

وإنّما اُعرب المنادى المضاف والمضارع له والنكرة لانتفاء وجه الشبه أعني الإفراد في الأوّلين والتعريف في الثالث ، وإنّما اُعرب المنادى المستغاث لأنّ إلغاء عمل حرف الجرّ غير واقع في كلام العرب.

* * *

۶۳۲۱