صلة والخبر محذوف والتقدير الّذي أحْسَنَ زيداً شيء ، وأمّا أحْسِنْ بزيد فعند سيبويه أصله أحسن زيد أي صار ذا حُسْنٍ ، فأحْسَنَ فعل ماض ، وزيد فاعله نقل عن صيغة الإخبار إلى الإنشاء وزيدت الباء في فاعله كما في «كَفَىٰ بِاللَّـهِ» (١) وعند الأخفش أمر وفاعله مستتر والمأمور كلّ واحد بأن يجعل زيد أحْسَنَ والباء زائدة في المفعول كما في قوله تعالى : «وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ» (٢).

باب الحرف

قال : باب الحرف وهو ما دلّ على معنى في غيره وأصنافه :

حروف الإضافة ، الحروف المشبّهة بالفعل ، حروف العطف ، حروف النفي ، حروف التنبيه ، حروف النداء ، حروف التصديق ، حروف الاستثناء ، حرفا الخطاب ، حروف الصلة ، حرفا التفسير ، الحرفان المصدريّان ، حروف التحضيض ، حرف التقريب ، حروف الاستقبال ، حرفا الاستفهام ، حرفا الشرط ، حرف التعليل ، حرف الردع ، اللامات ، تاء التأنيث الساكنة ، النون المؤكّدة ، هاء السكت.

أقول : لمّا فرغ من القسم الثاني من أقسام الكلمة ـ وهو الفعل ـ شرع في القسم الثالث أعني الحرف ، وهو ما دلّ على معنى في غيره أي كلمة تدلّ على معناها بواسطة الغير كما سيجيء بعد هذا ، ولمّا كان هذا القسم أيضاً ذا أصناف أراد أن يبيّن أصنافه كما بيّن أصناف أخويه فعدّها مجملة ثمّ ابتدأ في بحث كلّ واحد منها مفصّلة بالترتيب ، وأصناف الحروف

____________________________

(١) الرّعد : ٤٣.

(٢) البقرة : ١٩٥.

۶۳۲۱