أقول : إنّما اُعرب المضارع لأنّه مشابه الاسم كما مرّ ، وإنّما دخل فيه الجزم ليكون عوضاً عن الجرّ في الأسماء.
قال : وارتفاعه بمعنى وهو وقوعه موقع الاسم نحو : زيد يضرب.
أقول : ارتفاع المضارع بأمر معنويّ وهو وقوع المضارع في موقع الاسم نحو : زيد يضرب ، فإنّه في معنى زيد ضارب ، فوقوع يضرب في موقع ضارب عامل فيه وهو أمر معنويّ.
قال : وانتصابه باربعة أحرف نحو : أنْ يَخْرُجَ ، ولَنْ يَضْرِبَ ، وكَيْ يُكْرِمَ ، وإذَنْ يَذْهبَ.
أقول : انتصاب المضارع بأربعة أحرف :
الأوّل : «أنْ» وهي لا تخلو من أن يكون قبلها فعل علم أو ظنّ أو غيرهما فإن كان غيرهما يكون ناصبة نحو : اُريدُ أنْ يَخْرُجَ زيد ، وإن كان فعل العلم فليست بناصبة بل مخفّفة من المثقّلة نحو : عَلِمْتُ أنْ سَيَقُومُ زَيْد برفع يقوم وزيادة السين للفرق بينه وبين أن الناصبة ، وإن كان فعل الظنّ جاز الوجهان نحو : ظننتُ أن يقومَ ( بالنصب ) وأن سَيَقُومُ ( بالرفع ).
والثاني : «لَنْ» نحو : لَنْ يَضْرِبَ زَيْدٌ ، ومعنى لَنْ نفي الاستقبال ولهذا لا يستعمل إلّا مع الفعل المستقبل.
والثالث : «كَيْ» نحو : جِئتُ كَيْ يُكْرمَني زيد.
والرابع : «إذنْ»
وهي إنّما تنصب بشرطين : الأوّل : أن لا يكون ما بعدها معتمداً على ما قبلها أي لا يكون بينهما تعلّق ، والثاني : أن يكون مدخولها مستقبلاً نحو : إذَنْ يَذْهَبَ ، فإن فقد الشرطان أو أحدهما لا تنصب ، أمّا انتفاء الأوّل فنحو قولك لمن قال : آتيك أنَا إذَنْ اُكْرِمُكَ ، فإنّ اُكرمك