صنفاً وستعرف كلّ واحد في موضعه.

قال : الماضي هو الّذي يدلّ على حدث في زمان قبل زمانك نحو : ضَرَبَ.

أقول : لمّا ذكر أصناف الفعل على طريق الإجمال شرع في ذكرها على طريق التفصيل مع رعاية ترتيب السابق في اللاحق فابتدأ بالماضي الّذي هو أوّل الأصناف وعرّفه بأنّه الفعل الّذي يدلّ على حدث أي على معنى واقع في زمان قبل زمانك نحو : ضَرَبَ فإنّه يدلّ على حدث واقع في الزمان الماضي.

قال : وهو مبنيّ على الفتح إلّا إذا عرض عليه ما يوجب سكونه أو ضمّه.

أقول : الماضي مبنيّ على الفتح أمّا البناء فلعدم احتياجه إلى الإعراب وأمّا الحركة فلوقوعه موقع الاسم نحو : زيد ضَرَبَ ، فإنّه في معنى زيدٌ ضاربٌ ، وأمّا الفتح فلخفّته إلّا إذا عرض عليه شيء يوجب ذلك الشيء سكون الماضي كالضمير المرفوع المتحرّك نحو : ضَرَبْتَُِ ، أو يوجب ضمّه كالواو في نحو : ضَرَبُوا فإنّه حينئذٍ يبنى على السكون أو الضمّ ، أمّا السكون فلكراهيّة توالي الحركات الأربع فيما هو كالكلمة الواحدة فإنّ الفاعل كالجزء من الفعل بخلاف المفعول فإنّه كالمنفصل ولذلك لم يغيّر ما قبله نحو : ضَرَبَك ، وأمّا الضمّ فلمجانسة الواو.

قال : المضارع هو ما اعتقب في صَدْره احدى الزوائد الأربع نحو : يفعل وتفعل وأفعل ونفعل.

أقول : لمّا فرغ من الصنف الأوّل من أصناف الفعل شرع في الصنف الثاني أعني المضارع ، وهو الفعل الّذي وجدت في أوّله احدى الزوائد

۶۳۲۱