فينتهي إلى أربعة ، واحد من الإعراب الثلاثة وواحد من الإفراد والتثنية والجمع ، وواحد من التعريف والتنكير ، وواحد من التذكير والتأنيث نحو : جاءني رجلٌ عالمٌ فإنّ الصفة والموصوف متوافقان في أربعة أشياء من العشرة : الإعراب والتنكير والإفراد والتذكير ، وإذا قيل : رأيت رجلاً ، أو مررت برجل ، فالواجب عالماً أو عالمٍ ، وإذا قيل : رجلان أو رجالٍ فالواجب عالمان أو عالمون ، وإذا قيل : الرجل فالواجب العالم ، وإذا قيل : امرأة فالواجب عالمة وعلى هذا القياس.

قال : ويوصف الشيء بفعل ما هو من مسبّبه نحو : مررت برجل منيع جاره ورحب فِناؤه ومؤدّب خدّامه.

أقول : هذا هو القسم الثاني من قسمي الصفة أعني صفة الشيء بفعل مسبّبه أي يوصف الشيء بفعل شيء آخر يكون ذلك الشيء أعني الشيء الثاني حاصلاً بسبب الشيء الأوّل نحو : مررت برجل منيع جاره أي مانع جاره ، ورحب أي واسع فناؤه ، ومؤدّب خدّامه فإنّ المنع والوسعة والتأديب ليس شيء منها فعلا لرجل وإنّما هي أفعال جاره وفناؤه وخدّامه إلّا أنّ الجار والفناء والخدّام لمّا كانت متعلّقة به مضافة إلى ضميره صار كلّ من الثلاثة مسبّباً له لأنّه إذا تعلّق شيء بشيء فالمتعلّق به يكون سبباً للمتعلّق ولذلك لا يقال : مررت برجل منيع جارك لانتفاء التعلّق الحاصل بالإضافة فلمّا كان كذلك نزّل فعل المتعلّق بمنزلة فعل المتعلّق به وجُعِل وصفا له فهو في اللفظ صفة المتعلّق به وفي المعني صفة للمتعلّق ولذلك وجب أن يوافق الموصوف اللفظيّ وهو المتعلّق به في الأحكام اللفظيّة أعني الخمسة الاُول من العشرة وهي : الرفع والنصب والجرّ والتنكير والتعريف دون الأحكام المعنويّة أعني الخمسة الباقية وهي :

۶۳۲۱