الثلاث وهذا موضع تامّل.
[ وأمّا المضارع فتسكن الواو والياء والألف ] أي اللام [ منه في الرفع ] نحو : يَغْزُوُ ويَرْمى ويَخْشى ، والاصل : يَغْزُوُ ويَرْمىُ ويَخْشَىُ [ ويحذف في الجزم ] لأنّها قائمة مقام الإعراب كالحركة فكما يحذف الحركة فكذا هذه الحروف وقد شذّ قوله :
هَجَوْتَ زَبّانَ ثُمَّ جِئْتَ مُعْتَذِراً |
|
مِنْ هَجْوِ زَبّان لَم تَهْجُو وَلَمْ تَدَعِ |
حيث اثبت الواو وقوله :
ألَمْ يَأتيكَ والأنْباءُ تَنْمي |
|
بِما لاقَتْ لَبُونُ بَني زِيادٍ |
حيث أثبت الياء وقوله :
وتَضْحَكُ مِنّي شَيْخَةٌ عَبْشَمِيَّةٌ |
|
كَأَنْ لَمْ تَرىٰ قَبْلي أسيراً يَمانِيا |
حيث أثبت الألف [ وتفتح الواو والياء في النّصب ] لخفّة الفتحة [ وتثبت الألف ] في الواحد بحالها لأنّها لا تقبل الحركة ولا موجب للحذف وقد جاء إثبات الواو والياء ساكنين في النّصب مثلهما في الرفع كقوله :
فما سَوَّدَتْني عامِرٌ عن وراثَة |
|
أبَى اللهُ اَنْ اَسْمُو بِاُمٍّ ولا أبٍ |
والقياس أن أسْمُوَ بالفتح ويحتمل أن يكون أن غير عاملة تشبيهاً لها بماء المصدريّة كما في قراءة مجاهدان يتمّ الرضاعة بالرفع.
منه قول الشاعر :
أنْ تَقْرَءانِ على أسْماءَ وَيحْكُما |
|
مِنّي السّلامَ وَأنْ لا تشعرا أحَداً |
حيث أثبت النون في تقرءان وكلاهما من الشواذ وقوله :
فَالٔيْتُ لها أرْثي لها مِنْ كَلالَةٍ |
|
ولا من حفيً حتّى نُلاقي محمّداً |
حيث لم يقل نلاقيَ بالفتح [ ويسقط الجازم والنّاصب النونات سوى نون جمع المؤنّث ] هذا لا طائل تحته إذا تقرّر هذا.