مصداقا له (١) ، مثل ما إذا علم أنّ زيدا يحرم إكرامه ، وشكّ في أنّه عالم ، فيحكم عليه ـ بأصالة عدم تخصيص «أكرم العلماء» ـ أنّه ليس بعالم ، بحيث يحكم عليه بسائر ما لغير العالم من الأحكام؟
فيه إشكال ، لاحتمال اختصاص حجّيّتها (٢) بما إذا شكّ في كون فرد العامّ محكوما بحكمه ، كما هو قضيّة عمومه. والمثبت من الاصول اللفظيّة وإن كان حجّة ، إلّا أنّه لا بدّ من الاقتصار على ما يساعد عليه الدليل ، ولا دليل هاهنا إلّا السيرة وبناء العقلاء ، ولم يعلم استقرار بنائهم على ذلك ، فلا تغفل (٣).
__________________
(١) قوله : «مصداقا له» خبر قوله : «عدم كون».
(٢) أي : حجّيّة أصالة عدم التخصيص ، وهي أصالة العموم.
(٣) والحاصل : أنّ أصالة عدم التخصيص وإن كان حجّة ، إلّا أنّ مقدار حجّيتها تابع لما يدلّ على اعتبارها. وبما كان دليل حجّيّتها بناء العقلاء والسيرة فلا بدّ من الأخذ بالقدر المتيقّن ، وهو حجّيتها في إحراز ثبوت حكم العامّ لمن علم كونه فردا للعامّ وشكّ في خروجه عن حكمه تخصيصا. وأمّا إحراز فرديّة فرد بأصالة عدم التخصيص فلم يعلم استقرار بناء العقلاء على ذلك.