وقيل : يحتمل أن يكون محمّد بن الحسن الشيباني فقيه العراق ، فإنّه توفّي سنة ١٨٢ ه أو ١٨٩ ه ، والشافعيّ مات في سنة ٢٠٤ ه. وقد صرّح ابن النديم في «الفهرست» بأنّ للشيباني تأليفا سمّي : «اصول الفقه» (١).
ولكنّ التحقيق ـ كما في كتاب «تأسيس الشيعة» (٢) ـ أنّ أوّل من صنّف في بعض مسائل علم الاصول هشام بن الحكم المتوفّى سنة ١٧٩ ه ، تلميذ الإمام الصادق عليهالسلام ، صنّف كتاب «الألفاظ ومباحثها». ثمّ يونس بن عبد الرحمن مولى آل يقطين تلميذ الإمام الكاظم عليهالسلام ، صنّف كتاب «اختلاف الحديث ومسائله».
(الدور الثالث) دور الاستناد :
ثمّ جاء الدور الثالث ، وهو دور الاستناد إلى قواعد اصول الفقه في مقام الاستنباط. وهذا الدور لا يتقدّم على عصر الغيبة الكبرى.
وأوّل من استند إلى القواعد الاصوليّة واعتمد عليها في استنباط الأحكام الشرعيّة الشيخ الجليل الحسن بن عليّ بن أبي عقيل صاحب كتاب «المستمسك بحبل آل الرسول» وهو من مشايخ جعفر بن محمّد بن قولويه. وهو أوّل من هذّب الفقه واستعمل النظر وفتق باب البحث عن الاصول والفروع في ابتداء الغيبة الكبرى.
ثمّ اقتفى اثره ابن الجنيد المعروف بالإسكافيّ ، وهو استاذ الشيخ المفيد.
ثمّ وصل الدور إلى محمّد بن محمّد بن نعمان بن عبد السلام ، المعروف ب «الشيخ المفيد». فألّف كتاب «التذكرة باصول الفقه» ، واعتمد على الاصول في استنباط الأحكام.
ثمّ انتقل الدور إلى تلامذة الشيخ المفيد :
منهم : السيّد الأجلّ السيّد المرتضى الملقّب ب «علم الهدى» ، المتوفّى سنة ٤٣٦ ه ، صنّف كتاب «الذريعة إلى اصول الشريعة».
__________________
(١) الفهرست : ٢٨٥.
(٢) تأسيس : ٣١٠.