بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمّد وآله المطهّرين المنتجبين ، سيّما خاتم الأوصياء المنتظر الإمام الثاني عشر الحجّة ابن الحسن صلوات الله عليهم أجمعين ، واللعنة الدائمة على أعدائهم إلى قيام يوم الدين.

لا يخفى على ذوي البصائر أنّ انفتاح باب الاجتهاد في الفقه عند مذهب أهل البيت عليهم‌السلام أعطى فرصة طيّبة لنموّ حركة الاجتهاد ونموّ العلوم المرتبطة بهذه الحركة وعلى رأسها علم «اصول الفقه» الّذي به يقتدر الفقيه على استخراج واستنباط أحكام الله تعالى.

وبديهيّ أنّه كلّما ابتعدنا عن زمن الوحي والتشريع وكلّما تطوّرت الحياة وكثرت الموارد والمواضيع يظهر ـ أكثر فأكثر ـ أنّ هذا العلم له دور فعّال في تعريف واستنباط الأحكام الشرعية وحلّ القضايا المستحدثة على ضوء الكتاب المبين وسنّة المعصومين عليهم‌السلام ولذلك نرى تطوّر هذا العلم في القرون ـ ولا سيّما في العشرات ـ الأخيرة بشكل اختلف كمّية وكيفية عمّا كان عليه في الأزمنة السالفة ، وظهر بعض المصطلحات الّذي لم يكن في تلك الأعصار.

ولا يخفى أنّ هذا التحوّل كان بتوفيق من الله سبحانه حيث هيّأ رجالا وسدّدهم فعمّقوا أبحاث هذا العلم وأحكموا قواعده ووضعوا اصوله على اسس

۲۹۶۱