ومنهم : شيخ الطائفة أبو جعفر محمّد بن الحسن بن عليّ الطوسيّ ، المتوفّى سنة ٤٦٠ ه‍ ، صنّف كتاب «العدّة في اصول الفقه».

ومنهم : سلّار بن عبد العزيز الديلميّ ، المتوفّى سنة ٤٦٣ ه‍ ، صنّف كتاب «التقريب».

وبعد الشيخ الطوسيّ توقّف سير البحث عن نظريّات السابقين ونقدها. وذلك لحسن ظنّ تلامذة الشيخ بما استنبطه وأفتى به في كتبه. واستمرّت هذه الحالة مدّة تقرب من قرن إلى أن وصلت إلى ابن إدريس الحلّي ، المتوفّى سنة ٥٩٨ ه‍ ، فأقام مجلس البحث والنقد ، وألّف في الفقه الاستدلالي كتاب «السرائر الحاوي لتحرير الفتاوى».

وبعد ابن إدريس وصل الدور إلى المحقّق الحلّيّ ، صاحب «شرائع الإسلام» المتوفّى سنة ٦٧٦ ه‍. فألّف في اصول الفقه كتاب «نهج الوصول إلى معرفة الاصول» و «معارج الوصول إلى علم الاصول».

وبعده وصل الدور إلى العلّامة على الإطلاق أبي منصور جمال الدين الحسن ابن يوسف بن عليّ بن مطهّر الحلّي ، المتوفّى سنة ٧٢٦ ه‍. فالعلّامة بعد الدقّة والنظر في كتب القوم ألّف كتبا قيّمة في علم الاصول. منها : «غاية الوصول في شرح مختصر الاصول» و «النكت البديعة في تحرير الذريعة» و «تهذيب طريق الوصول إلى علم الاصول» و «مبادئ الوصول إلى علم الاصول».

وهذه الكتب صارت محطّ أنظار العلماء ومدار البحث والتحقيق إلى زمان الشهيد الثاني ، المتوفّى سنة ٩٦٥ ه‍.

وقد ألّف الشهيد الثاني كتابا سمّاه «تمهيد القواعد».

ثمّ ألّف ابن الشهيد الثانيّ أبو منصور جمال الدين الحسن بن زين الدين ـ المتوفّى سنة ١٠١١ ه‍ ـ كتابا سمّاه «معالم الدين». وهذا الكتاب صار مدار البحث والدرس بين الأكابر ، فأقبلوا عليه بالتحشية والتعليق والشرح.

وفي القرن الثالث عشر بلغت العناية بعلم الاصول مرتبة اتّصفت بالإطناب

۲۹۶۱