الفصل الثاني

في انقسامات العلّة (١)

تنقسم العلّة إلى تامّة وناقصة.

فالعلّة التامّة هي الّتي تشتمل على جميع ما يتوقّف عليه المعلول ، بحيث لا يبقى للمعلول معها إلّا أن يتحقّق.

والعلّة الناقصة هي الّتي تشتمل على بعض ما يتوقّف عليه المعلول في تحقّقه لا على جميعه.

وتفترقان بأنّ العلّة التامّة يلزم من وجودها وجود المعلول ـ كما سيأتي (٢) ـ ومن عدمها عدمه. والعلّة الناقصة لا يلزم من وجودها وجود المعلول ، لكن يلزم من عدمها عدمه ، لمكان توقّف المعلول عليها وعلى غيرها (٣). وليعلم أنّ عدم

__________________

(١) أي : انقسامات للعلّة.

(٢) في الفصل الآتي.

(٣) ولا يخفى أنّ في اطلاق العلّة على بعض ما يتوقّف عليه الشيء المعبّر عنه ب «العلّة الناقصة» نظر.

بيان ذلك : أنّه قال صدر المتألّهين في الأسفار ٢ : ١٢٧ : «العلّة لها مفهومان : أحدهما هو الشيء الّذي يحصل من وجوده وجود شيء آخر ، ومن عدمه عدم شيء آخر. وثانيهما هو ما يتوقّف عليه وجود الشيء ، فيمتنع بعدمه ، ولا يجب بوجوده».

أقول : وفي إطلاق العلّة على بعض ما يتوقّف عليه الشيء في تحقّقه نظر. أمّا إطلاقها ـ

۳۳۶۱