[مقدّمة] (١)
وجود الشيء في الأعيان بحيث تترتّب عليه آثاره المطلوبة منه يسمّى : «فعلا» ويقال : «إنّ وجوده بالفعل». وإمكانه الّذي قبل تحقّقه يسمّى : «قوّة» ويقال : «إنّ وجوده بالقوّة». مثال ذلك : النطفة ، فإنّها ما دامت نطفة هي إنسان مثلا (٢) بالقوّة ، فإذا تبدّلت إنسانا صارت إنسانا بالفعل ، له آثار الإنسانيّة المطلوبة (٣) من الإنسان (٤).
والأشبه أن تكون القوّة في أصل الوضع بمعنى مبدأ الأفعال الشاقّة الشديدة ـ أعني كون الشيء بحيث تصدر عنه أفعال شديدة ـ. ثمّ توسّع في معناها فاطلقت على مبدأ الانفعالات الصعبة ـ أعني كون الشيء بحيث يصعب انفعاله ـ بتوهّم أنّ الانفعال أثر موجود في مبدئه ، كما أنّ الفعل والتأثير أثر موجود في الفاعل. ثمّ توسّعوا فأطلقوا القوّة على مبدأ الانفعال ولو لم يكن صعبا ، لما زعموا أنّ صعوبة
__________________
(١) وهي في معاني القوّة والفعل ، وكيفية انتقالها من بعض إلى بعض. ولمزيد التوضيح راجع الفصل الثاني من المقالة الرابعة من إلهيّات الشفاء ، والتحصيل : ٤٧١ ـ ٤٧٤ ، والأسفار ٣ : ٢ ـ ٥.
(٢) أو علقة أو مضغة أو جماد أو غيرها ممّا لها قوّة أن تصيره.
(٣) قوله : «المطلوبة» صفة للآثار.
(٤) فله النطق والضحك والتعجّب وغيرها من آثار الإنسانيّة.