الفصل التاسع
في موضوع الحركة
قد تبيّن (١) أنّ الموضوع لهذه الحركات هو المادّة (٢). هذا إجمالا.
أمّا تفصيله فهو : أنّك قد عرفت (٣) أنّ في مورد الحركة مادّة وصورة وقوّة وفعلا. وقد عرفت في مباحث الماهيّة (٤) أنّ الجنس والفصل هما المادّة والصورة
__________________
(١) في الفصل الثاني والفصل الثامن من هذه المرحلة.
(٢) والتحقيق أنّ الحركة بما أنّها حركة لا تحتاج إلى موضوع ، كما صرّح المصنّف رحمهالله بذلك في تعليقته على الأسفار ٣ : ٦٩ وبداية الحكمة : ١٦٢. قال في بداية الحكمة : «والتحقيق أنّ حاجة الحركة إلى موضوع ثابت باق ما دامت الحركة إن كانت لأجل أن تنحفظ به وحدة الحركة ، ولا تنثلم بطروّ الانقسام عليها وعدم اجتماع أجزائها في الوجود ، فاتّصال الحركة في نفسها وكون الانقسام وهميّا غير فكّيّ كاف في ذلك ؛ وإن كانت لأجل أنّها معنى ناعتيّ يحتاج إلى أمر موجود لنفسه حتّى يوجد له وينعته كما أنّ الأعراض والصور الجوهريّة المنطبعة في المادّة تحتاج إلى موضوع كذلك توجد له وتنعته ، فموضوع الحركات العرضيّة أمر جوهريّ غيرها. وموضوع الحركة الجوهريّة نفس الحركة ، إذ لا نعني بموضوع الحركة إلّا ذاتا تقوم به الحركة وتوجد له ، والحركة الجوهريّة لمّا كانت ذاتا جوهريّة سيّالة كانت قائمة بذاتها موجودة لنفسها ، فهي حركة ومتحرّكة لنفسها».
(٣) في الفصلين الأوّل والثاني من هذه المرحلة.
(٤) راجع الفصل الخامس من المرحلة الخامسة.